يتابع مجلس/ النواب في الجمهورية اليمنية بقلق بالغ واهتمام كبير تداعيات الأزمة العراقية مع مفتشي الأمم المتحدة وتهديدات الإدارة الأمريكية التي بلغت ذروتها، والموجهة ضد شعب العراق الشقيق، والمتمثلة بحشد أسلحة التدمير الشامل، بغية توجيه ضربة عسكرية تستهدف تدمير إمكانيات العراق المادية والبشرية، والقضاء على منشأته الاقتصادية والإنسانية وتدمير ما تبقى من بنيته التحتية، التي تعرضت للتدمير أثناء حرب عام 1991م وما لحقها من فرض الحصار الاقتصادي الشامل الذي أخل إخلالاً جسيماً بالبنية الاقتصادية والاجتماعية والذي حرم الأطفال والشيوخ والنساء من الغذاء والدواء مما أدى إلى وفاة الآلاف، من أبناء الشعب العراقي العربي المسلم.
إن مجلس النواب في الجمهورية اليمنية الذي كان ينتظر ولا يزال أن ترفع العقوبات الغير مبررة عن شعب العراق بعد مرور ما يقرب من ثمان سنوات من الحصار الاقتصادي الجائر الذي طال أمده والذي لم يسبق له مثيل في تاريخ الإنسانية المعاصرة، فإنه يقف اليوم وبكل قلق أمام التصعيد الأخير للأزمة مما يستوجب على الأسرة الدولية الوقوف حيال ذلك بحكمة وتبصر وإنصاف.
إن مجلس النواب اليمني يستغرب إصرار الإدارة الأمريكية على توجيه ضربة عسكرية على شعب العراق الشقيق، تحت التذرع بمبررات جديدة، رغم امتثاله للقرارات الدولية وموافقته على تفتيش جميع منشأته العسكرية والمدنية كل ذلك في حين أن إسرائيل تمتلك ترسانة من الأسلحة النووية، وترفض وباستمرار تنفيذ القرارات والاتفاقيات الدولية، وتواصل اعتداءاتها المستمرة على الشعب العربي واحتلالها للأراضي العربية في كل من فلسطين ولبنان والجولان السورية دون أن تمس بأي أذى.
إن مجلس النواب يرى أن انتهاج سياسة كهذه والكيل بمكيالين، إنما يعتبر انتهاكاً سافراً لجميع المواثيق والاتفاقات الدولية، وقرارات الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
ولذلك فإن مجلس النواب في الجمهورية اليمنية يدعو إلى اعتماد مبدأ الحوار لمعالجة هذه الأزمة الخطيرة وغيرها من المشاكل الدولية ويؤكد بنفس الوقت أن اللجوء إلى القوة لحل المشاكل لن يزيدها إلا تفاقماً وتعقيداً، وقد ينعكس ذلك سلباً على دول المنطقة ويؤثر على الوضع الدولي بشكل عام.
وانطلاقاً من كل ذلك فإن مجلس النواب في الجمهورية اليمنية يدعو الإتحاد البرلماني العربي وكافة البرلمانات في الدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية، للقيام بموقف إيجابي موحد لرفع الحصار الجائر المفروض على الشعب العراقي الشقيق بالطرق والوسائل الدبلوماسية والسلمية.
إن مجلس النواب وهو يتابع آخر التطورات ومبادرات العراق لاستئناف التعاون مع لجان الأمم المتحدة فإنه يناشد الإتحاد البرلماني الدولي والبرلمان الأوروبي والكونجرس الأمريكي بصورة خاصة العمل على عدم تكرار التهديدات باستخدام القوة ويؤكد أن لا حل للمشكلة إلا برفع الحصار ووضع حد للمأساة المروعة التي يعيشها أطفال ونساء وشيوخ العراق.
صادر عن مجلس النواب- صنعاء
بتاريخ 26/ رجب/1419هـ
الموافق 15/11/1998م