اجتمعت صباح اليوم الاثنين اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني برئاسة الدكتور عبدالكريم الارياني مع سفراء وممثلي دول الاتحاد الاوروبي في صنعاء من المانيا وفرنسا وبريطانيا وهولندا وروسيا وكذلك الصين والولايات المتحدة الامريكية وتركيا واليابان وممثل مكتب الاتحاد الأوروبي والمديرة التنفيذية للبرنامج الإنمائي للامم المتحدة ومدير مكتب المبعوث الاممي لجمال بن عمر في صنعاء.
وهدف اللقاء الى اطلاع المجموعة الدولية المعنية بمتابعة التحضير الحوار الوطني على سير عمل اللجنة الفنية والتقدم المحرز في مهامها, وقدم الدكتور الارياني استعراضا لعمل اللجنة, واوضح ان اللجنة قرار تشكيلها في 14 يوليو 2012 بدأت اجتماعاتها في 5 اغسطس مشيرا الى ان اللجنة انجزت خطة عمل مزمنة لإداء مهامها ولائحة تسيير لتنظيم عملها وشكلت عدة لجان وفرق مصغرة منها لجنة اعدت مقترح بعشرين نقطة للقضايا التي تهيئ لمناخ ملائم ومشجع لإنجاح مؤتمر الحوار ولجنة اعداد موضوعات لمشروع برنامج مؤتمر الحوار الوطني الشامل وفقا لنصوص الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية وقرار تشكيل اللجنة, ولجنة لإعداد خطة استراتيجية اعلامية, وكذلك مناقشة حجم ومعايير وأليات المشاركة في المؤتمر وحجم تمثيل المجموعات. واشاد بالدور الذي لعبه مكتب بن عمر في تقديم المشورة والخبرة من خلال تقديم نماذج للدروس المستفادة لحوارات وطنية لدول مختلفة مرت بمراحل انتقالية مشابهة.
وطرح عدد من اعضاء اللجنة بعض القضايا, فمنهم من اقترح مساعدة رئيس الجمهورية والحكومة في تنفيذ العشرين نقطة لتساعد في تهيئة الحوار كون هناك قلق لعدم التحرك السريع, وأجاب الدكتور الارياني انه ابلغ رئيس الجمهورية بقلق اللجنة كما طلبت منه ذلك, وأجاب بانه كان قد اتخذ بعض القرارات منها اعتبار كل ضحايا الاحداث خلال عام 2007 و 2011 - 2012 شهداء الوطن, وان الحكومة قد شكلت لجنة من وزارات الداخلية والدفاع وحقوق الانسان وجهازي الامن السياسي والقومي بتوجيه منه لاطلاق جميع السجناء خارج القانون. وكذلك وجهت وزير الصحة بحصر الجرحى ومعالجاتهم ونقل من يحتاج للعلاج في الخارج.
كما اعرب البعض عن ادانة اللجنة لما تعرضت له السفارة الامريكية من اعتداء يوم الخميس الفائت, وفي نفس الوقت طالبوا الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن ان تقترح قرار باحترام المقدسات ومنع الاساءة للعقائد الدينية المختلفة.
كما انتقد بعض اعضاء اللجنة مكافحة الإرهاب من قبل الولايات المتحدة بالشكل الذي لايخدم الهدف بل يؤدي الى نتائج عكسية يكسب الارهابيين التعاطف لما تخلفه عمليات قصف الطائرات بلا طيار من انتهاكات للمدنيين الابرياء, واقترحوا التعاون مع اليمن في صياغة خطة وطنية شاملة لمكافحة الارهاب. كما نوه البعض الى قضية الصحفي عبد الاله حيدر شائع المحكوم بالسجن دون توافر شروط المحاكمة العادلة وموقف الولايات المتحدة من سجنه, في الحين الذي تدعم حرية الرأي والتعبير.
وثمن اخرون الدور الذي تلعبه المانيا وبريطانيا في تقريب فصائل الحراك الجنوبي من بعضها من خلال تنظيم لقاءات في القاهرة والبحر الميت وبوتسلاند ومساعدتها في تكوين رؤية موحدة حول معالجة القضية الجنوبية بما يسهل مشاركتها الفعال في مؤتمر الحوار الوطني.
ومن جانب آخر اشاد رئيس وفد المجموعة الدولية المعنية بمتابعة الحوار السيد سيرجي سفير روسيا بالدور الذي تلعبه اللجنة الفنية للحوار وبالانجاز الملحوظ في فترة زمنية قياسية وفي ظل التنوع في قوام اللجنة لحوار يقوده اليمنيون, واتفق مع اللجنة على اهمية تجنب الإستفزاز للخطاب الاعلامي المفسد للنوايا وضرورة انسجامه مع اهداف الحوار والحلول التوافقية , وكذلك عبر عن اعجابه بقدرة اليمنيين المميزة على الوصول الى تسوية سياسية لنقل السلطة سلمياً والذي سيؤدي الى تحقيق احلامهم. هذا وأكد السيد مكيليه ممثل مكتب الاتحاد الاوروبي الرئيس المشارك للمجموعة على ان أولى العقبات الاساسية هي القضية الجنوبية وان التعاطي معها سيعمل على تعزيز ثقة الجنوب.
كما اشار سفير دولة فرنسا وهي الدولة المعنية بتقديم المشورة والخبرة والمساعدة كما قال في عملية صياغة الدستور الذي سيقوم بانجازه اليمنيين من خلال مؤتمر الحوار, وافاد ان فريق من الخبراء سيزور اليمن الاسبوع القادم لهذا الخصوص.
واقترح سفير دولة روسيا على اللجنة باهمية التواصل وتبادل المعلومات من خلال لقاءاً اسبوعياً على ان يكون اول لقاء في السفارة الروسية الاسبوع القادم.
وعرض مساعدة المجتمع الدولي لدعم اللجنة وطلب تحديد احتياجاتها لإنجاع عملها. وأجاب اعضاء اللجنة بان اللجنة ستوافيهم بذلك بعد التشاور, وأقترحت اللجنة بان يدعم المجتمع الدولي الحركات الشبابية ومؤسسات المجتمع المدني والحركة النسائية بما يمكنهم من الاستعداد لمؤتمر الحوار والمشاركة الفاعلة فيه.
وفي نهاية اللقاء شكر الدكتور الارياني الوفد على اهتمامه واكد على التواصل مع ممثلي المجتمع الدولي.
امل الباشا
الناطقة الرسمية للجنة الفنية
16 /9 / 2012