بن مبارك يطالب الإعلاميين بأن يكونوا وكلاء للمستقبل وأن يركزوا على محتوى الدولة المقبلة

وقال في حضوره لاختتام ورشة عمل خاصة للإعلاميين حول التجارب الدولية في الفيدرالية التي نظمها منتدى الاتحادات الفيدرالية بمشاركة 35 إعلامياً من مختلف محافظات الجمهورية: كلنا ندرك أهمية الإعلام في هذه المرحلة ودوره المؤثر في المرحلة الحالية أو في المستقبل، سواء في التوعية بالدولة الاتحادية المقبلة بما فيها من المفاهيم والاستحقاقات، أو في تقييم وتقويم الأداء التنفيذي، والإعلاميون سيكونون في المرحلة المقبلة إما أدوات تحفيز للناس للإسهام الفاعل في إنجاح المرحلة، أو في التهبيط من عزائم الناس والتحول إلى معاول هدم.

واضاف بن مبارك: أنا سعيد جداً بأن الفئة العمرية التي أمامي تنتمي للمستقبل، حيث أنه لا يمكن أن ننطلق نحو المستقبل ما لم نكن وكلاء لذلك المستقبل.. فإن عشنا وغرقنا في الماضي، وقبلنا على أنفسنا ونحن من هذا الجيل أن نكون مجرد أدوات للماضي، فلن نكون قادرين على صناعة المستقبل.. اليوم ما يصنع المستقبل ليس فقط التاريخ وليست فقط الجغرافية، وليس فقط الاجتماع.. ما يصنع المستقبل هي شبكة المصالح الحقيقية التي تجعل أمماً تنتمي إلى قوميات وأديان ولغات مختلفة تكون قادرة على قبول التنوع وتقر به.

وقال: كيمنيين مهم جداً أن نقر بالتنوع وأن نسقط خرافة الواحدية، والحديث عن كثير من التفاصيل التي كأنما تحصننا بها واستدعاءها يحفظ لنا المستقبل، علينا أن نقر أن هناك تنوع وأن هذا التنوع ثراء لهذه الأمة لكن علينا كيفية وإمكانية إدارتنا وقدرتنا على إدارة ذلك التنوع ونحن ننطلق نحو المستقبل.
وأوضح أمين عام مؤتمر الحوار: ليس بخفي أن ما سيتم التوافق عليه هو نمط من الدولة الاتحادية بالنسبة لمستقبل اليمن، ونحن مقبلون على ذلك، مهم جداً أن لا ننشغل فقط بالحديث حول عدد الأقاليم، والتحشيد العاطفي حول هذا الموضوع.. المهم جداً أن نحشد أكثر نحو المحتوى، ماهو محتوى الدولة القادمة التي نريدها؟ وهل تنتمي للمستقبل؟ ماهو حجم الصلاحيات التي ستمكن كل مواطن في أقصى قرية من أن يحصل على كافة حقوقه وخدماته؟ ماهو الاقتصاد المطلوب والتنمية المطلوبة في الدولة القادمة؟ ماهي الحقوق والحريات؟.. كثير من التفاصيل، بقدر أهمية وحساسية الحديث حول عدد الأقاليم وهي قضية لها الكثير من الجذور، والكثير من الحقائق في الميدان التي لا يمكن القفز عليه، وكثير من المطالب في الشارع، لكن المهم أكثر ونحن ننتمي للمستقبل أن نركز على محتوى هذه الدولة، وكيف تكون دولة خادمة للمواطن، ملبية لتطلعاته واحتياجاته. مؤكداً أن الهوية قضية رئيسية ولا نبحث عن غير الهوية اليمنية العربية الإسلامية، ولكن القبول بالتنوع في إطار هذه الهوية الجامعة مسألة مهمة جداً

واختتم الدكتور بن مبارك حديثه بالإشارة إلى أن التحدي المقبل أضعاف التحديات الحالية لأن ما سينجز هام جداً يتمثل في إنتاج وثيقة توافقية وعقد اجتماعي جديد لكل أبناء اليمن، والمهم أكثر كيف يكونوا قادرين على تنفيذ مخرجات هذه الوثيقة ولا يمكن ذلك بالصراع بل لابد أن تكون سواعدنا ومعاولنا في الاتجاه الصحيح.

وقد اختتمت ورشة العمل فعالياتها بعد يومين من الثراء العلمي اشتمل على محاضرات من قبل خبراء استشاريين حول الدساتير والقوانين المتعلقة بالفدرالية من الهند وكندا ستناقش عدداً من المحاور أبرزها عرض المفاهيم الفيدرالية، انتقال السلطة وبناء حكومة انتقالية، الاتحاد من خلال التنوع, تجارب حديثة عن انتقال السلطة, إضافة إلى محور توزيع القوى والموارد.