كان يوماً ساخناً سخونة النهايات.. تجاذبات في الرؤى، تباينات في زوايا الرؤية نحو ضمانات تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، سقوف عالية وطموح بلا حدود، لكن طبيعة التحاور، واستحقاقات التوافق تفرض تنازلات، وتحول دون الوصول إلى النموذج والاكتفاء بالممكن الذي تجود به الخواتم التوافقية للتحاور.
الكل وصل قاعة الجلسة العامة الختامية في يومها الثاني متحفزاً مستنفراً كل قدراته في التأثير والإقناع، يقلب خزائن حججه، ويحشد قدراته في اختراق قناعات الآخر، في بداية الجلسة أجمعوا على الإدانة شديدة اللهجة لجرائم القتل والعنف في الضالع، وطالبوا بمحاسبة الفاعلين، ثم اختلفوا حول وثيقة الضمانات لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار.
تحولت قاعة الموفنبيك إلى عشرات الجزر لحوارات ثنائية أو جماعية.. أصوات تعلو وأكف لا تتوقف عن الحركة تساند اللسان في الإقناع.. هذا يوزع الابتسامات ليكسب أنصاراً لرؤيته، وذاك لا يكف عن الحركة بين المجموعات يسوق قناعة مكونه تجاه وثيقة الضمانات، وآخرون لا يكتفون بمن في القاعة، بل يصعدون المنصة لإقناع هيئة رئاسة الجلسة.
وأخيراً.. يستجيب الجميع لمقترح رئيس الجلسة بتشكيل لجنة لاستيعاب ملاحظات المكونات فتعقد المكونات اجتماعات عاجلة يختار كل مكون ممثله في اللجنة المقترحة..
أخيراً تسلم القاعة الساخنة قيادها للجنة تمثل طيف القاعة والوطن اليمني، ثمانية عشر عضواً خضعوا لفرز مكوناتهم قبل أن تسلم أسمائهم لرئاسة الجلسة.. يغادر أعضاء المؤتمر مقره، لتبدأ اللجنة المشكلة أعمالها برئاسة عبدالملك المخلافي، والمقرر محمد السعدي لتصوغ عصارة يوم ساخن بسخونة لحظات التتويج..
شركاء في النجاح.. شركاء في بناء اليمن الجديد، وصناعة المستقبل.
مؤتمر الحوار الوطني الشامل