أكد وزير الإعلام حسن أحمد اللوزي على الترابط الوثيق بين قضية التنمية ودور الاعلام في البلدان التي تلتزم منهج واسلوب التخطيط العلمي للتغير والتطوير والتنمية الاجتماعية والاقتصادية عبر البرامج الانمائية والخطط الخمسية او العشرية المحدد.
جاء ذلك في كلمته التي القاها اليوم في افتتاح الدورة التدريبية الخاصة بالإعلاميين التنمويين بمؤسسة العفيف الثقافية التي ينظمها مركز أبحاث الشرق الأوسط للتنمية الإنسانية وحقوق الإنسان مكتب اليمن بالتعاون مع منظمة العون الإنساني للتنمية تحت شعار" إعلاميون من اجل التنمية ".
وقال وزير اعلام :" أن البرامج والخطط التنموية تعلق على الإعلام للقيام بدور كبير في تحقيق أي نجاح على الصعيد التنموي لمسيس الحاجة إلى التعريف بالأهداف العامة والإستراتيجية وبنوعية المشاريع وتوصيفها والأهداف والمردودات المتحققة , وعند مباشرة التنفيذ التواصل بعملية المواكبة والمتابعة وإبراز الإيجابيات وتقييم جوانب القصور والتعثر والتصدي للسلبيات والتعريف بالمعوقات وسبل معالجتها بكل الأساليب التي يحتويها المفهوم الإعلامي اليوم ويزخر بها فن الإعلام.
وأضاف :" إن للإعلام دورا هاما في مكافحة كل أشكال الفساد والعنف أو التدهور الأخلاقي والتحلل الديني والتصدي للإباحية وتبيين القيم الحقيقة للدين الصحيح ومزايا الفضيلة ومكارم الأخلاق ومعنى الوسطية .
وأعتبر الوزير اللوزي أن الدعوة إلى إلغاء دور الكلمة في بناء الحياة العامة , أو الإعلام في التنمية تبنى على أفكار مغلوطة أو جهل مركب يغفل ويتجاهل دور الإعلام التنموي في الدول النامية , ولا يستوعب حاجة التنمية الماسة للشريك الفاعل في ميادين العمل والإنتاج والتطوير وهو الإعلام بكل وسائله .. مبينا إن الإعلام التنموي التحصيني يستدعي إيقاظ الضمير وتحصين العقل والفكر وبالتالي إيجاد تحصين ثقافي أصيل ورصين يحول دون زوغان العيون والقلوب .
وأكد وزير الإعلام ان السياسية الإعلامية في بلادنا تؤكد على مبادئ عامة ورؤى متحركة ومتنامية في معركة الإعلام التنموي بوسائله المختلفة من أجل تحقيق الخطط الخمسية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية وذلك بتوجيه الإعلام للقيام بدوره في توجيه سلوك المواطنين وحثهم على تحمل مسؤولياتهم في مجالات البناء والتنمية كافة وفق خطة عمل محددة لذلك ..مشيرا إلى ألتزام السياسية الإعلامية بنهج التعددية السياسية والحزبية كأسلوب للممارسة الديمقراطية السياسية وهو ما يستوجب التناغم بين السياسة والإقتصاد وتوضيح هذا التوجه.
ونوه الوزير إلى إتساع نطاق العمل الإعلامي وتواصل مختلف فئات المجتمع حسب مستويات وعيهم وعلاقتهم بالعمل الإعلامي ما جعل الدور الأكبر اليوم للإذاعات المحلية إلى جانب الصحف .. موضحا في هذا الصدد انه في ضوء إدراك القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس على عبدالله صالح لدور الإعلام وأهمية الإذاعات المحلية جاءت توجيهاته بالعمل على دعم وتطوير الإذاعات المحلية وتعميمها على كافة عواصم المحافظات بما في ذلك إقامة اذاعة محلية في جزيرة سقطرى .
ودعا وسائل الإعلام إلى القيام بدور فاعل في خدمة الإستحقاق الديمقراطي القادم المتمثل بالإنتخابات الرئاسية والمحلية من خلال التوعية الإعلامية بالحقوق السياسية ودلالات وأبعاد هذا الحدث الديمقراطي والمعاني العظيمة المتصلة باللامركزية المالية والإدارية ودور المجالس المحلية في المحافظات والمديريات في صياغة الحياة اليمنية الجديدة التي تلتزم منهج الديمقراطية في تحقيق إرادة المشاركة السياسية والشعبية وتجسيد التعددية السياسية ومبدأ حكم الشعب نفسه بنفسه , مع العناية بشكل خاص بما أثمرته هذه التجربة خلال السنوات الماضية من إيجابيات كبيرة وعميقة يتعين العمل غلى تكريسها وتجاوز ما أعتورها من سلبيات وجوانب القصور .
واكد وزير الاعلام على ضرورة تعزيز مكاسب النمو وتجويد الممارسة الديمقراطية ودعم الجهود المبذولة لتحقيق اللامركزية المالية والادارية وتوسيع نطاق المشاركة في تحمل المسئولية على نطاق المحليات في المحافظات والمديريات وضرورة التفريق بين الوظيفة الجوهرية للاعلام التنموي المهتم بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتنمية الثقافية وبين اعلام الالهاء والترفية والتسلية وتزجية الاوقات واهدارها في غير طائل معرفي او روحي او وجداني .
وشدد على اهمية ان يكون العمل الاعلامي ملبياً لحاجات التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتي يهتم بها المواطن اليمني ويتابعها ، حتى لا يهجر اعلامه المحلي الوطني والقومي ويذهب للتواصل مع البث والنشر الاعلامي المتنوع والمتعدد من حوله بفعل تقدم وضراوة الحضارة الغربية ، خاصة في مجتمعات اخذت تسير على ركبها في المساحات الشاسعة الكبيرة والتي يطغى فيها اعلام الترفية والتسلية ، فضلاً عن اعلام التدمير .. معتبراً بانه بدون العمل في كل ميادين التنمية فسيكون هناك تعثر في مواجهة الجهل وتركاته وتبعاته والتصدي للفقر وامراضه وكذا في التحرر من البطالة والانتصار على اثقالها واعبائها الجسيمة ومواجهة تحديات العولمة الفكرية والثقافية.
وعبر اللوزي عن امله في تحقق هذه الدورة اهدافها في توثيق وتعزيز العلاقة بين الاعلام والتنمية واثمارها في خدمة المجتمع والدولة واكساب المشاركين المهارات الحديثة في تقنية واساليب الكتابة والتحرير الاعلامي في قضايا التنمية ومتابعة الاخبار واحراز السبق فيها وفهم دور الاعلام اليمني كما رسمته السياسة الاعلامية والثوابت الدستورية والقانونية ليبقى الاعلام الوطني مجنداً لتحقيق التنمية المستدامة .
هذا وتهدف الدورة التي تستمر ثلاثة أيام إكساب 20 كادرا من مختلف وسائل الأعلام مهارات حديثة في تقنية واساليب الكتابة والتحرير الإعلامي بمايخدم قضايا التنمية ، وإثراء الموضوعات الاقتصادية ، وتعزيز معارفهم حول دور الصحافة المحلية المقروءة والمسموعة في دعم جهود التنمية ، وبمايسهم في الإرتقاء بإداءهم لتطوير رسالة الإعلام في خدمة التنمية من خلال المؤسسات التي ينتسبون إليها .