زار فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى، وأجرى مباحثات مع قائد ثورة الفاتح من سبتمبر العقيد معمر القذافي.. وصدر عن الزيارة بيان مشترك هذا نصه ..
انطلاقا من العلاقات الاخوية الوثيقة التي تربط الشعب الواحد في الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى والجمهورية اليمنية وعملا بسنة اللقاءات والاتصالات والمشاورات المستمرة وبدعوة كريمة من الاخ قائد الثورة معمر القذافي قام فخامة الرئيس على عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية الشقيقه بزيارة الى الجماهيرية العظمى على رأس وفد سياسي وشعبي واقتصادي وذلك يومي 13, 14 من شهر جماد الاخر الموافق 8 , 9 من شهر ناصر يوليو 1374 و.ر - 2006 مسيحي.
وأمام بيته الصامد استقبل الأخ القائد فخامة الرئيس علي عبدالله صالح حيث جرت مراسم استقبال شعبي ورسمي، وفي اللقاء الذي جرى بينهما رحب الأخ القائد ترحيبا حارا بأخيه الرئيس علي عبدالله صالح مؤكدا بأن زيارته ستساهم في دفع علاقات التعاون و التكامل وبما يستجيب لتطلعات الشعب الواحد في البلدين .
وعبر الاخ القائد عن بالغ تقديره لاستجابة فخامة الرئيس للمناشدات الشعبية الواسعة التي طالبته بالتراجع عن قراره السابق بعدم ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية القادمة وان يضع خبرته وحكمته في خدمة الشعب اليمني وليواصل معه المسيرة على طريق التنمية والاستقرار والسلم الاجتماعي.
وفي المباحثات التي جرت بين الجانبين تم استعراض مسيرة العلاقات الثنائية وكان من نتائج ذلك الاتفاق على اتخاذ اجراءات عملية محددة من اجل تفعيل العلاقات السياسية والاقتصادية والشعبية والثقافية والفنية وغيرها, حيث تقرر ان تعقد خلال الفترة القليلة القادمة سلسلة من اللقاءات بين لجان قطاعية لاعداد برامج تعاون نوعية تعرض على الدورة الخامسة للجنة المشتركة التي ستعقد بمدينة صنعاء في الربع الاخير من هذا العام .
كما اتفق الجانبان على زيادة رأس مال الشركية اليمنية الليبية القابضة الى مائة مليون دولار بالاضافة الى قيام الجماهيرية العظمى بتمويل انشاء محطة كهرباء في الجمهورية اليمنية بطاقة 400 ميجاوات .
وقد اولى الاخ القائد وفخامة الرئيس على عبدالله صالح اهتماما خاصا بالاوضاع التي تشهدها المنطقة العربية , وعبرا عن قلقهما الشديد من ضعف التضامن العربي في مواجهة التحديات والمخاطر الكبرى التي تهدد الامة وجودا ومقدرات.
واكدا عزمهما على مواصلة العمل من أجل تطوير آليات و قواعد العمل العربي المشترك و الإسراع في إنجاز مشروع الأتحاد العربي.
وبشأن الحلقة الجديدة من العدوان الأسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني و التي تستهدف تدمير المرافق الحيوية و القتل الجماعي المبرمج للمدنيين والقادة و مصادرة حقوق الفلسطينيين ،فقد عبر الجانبان عن عزمهما الأستمرار في دعم الشعب الفلسطيني بكل الوسائل المشروعة و العمل على استنهاض الموقف العربي من خلال الجامعة العربية و مطالبة المجتمع الدولي خاصة مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته و إتخاذ تدابير عملية عاجلة وفقا للفصل السابع من الميثاق لردع العدوان و توفير الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل ووقف التهديدات والاستفزازات الإسرائيلية للجمهورية العربية السورية .
وفي الشأن العراقي استعرض الجانبان الأوضاع التي تشهدها الساحة العراقية وأكدا دعمهما للجهود المخلصة التي تستهدف التوصل الى مصالحة وطنية حقيقية تجنب العراق خطر الفتنة الطائفية وتسرع في جلاء القوات الأجنبية .
وأدان الجانبان كافة العمليات التي تستهدف إرهاب الشعب العراقي و المساس بمقدساته و مقدراته و النيل من وحدته و استقراره .
ثمن الرئيس علي عبد الله صالح الجهود التي تبذلها الجماهيرية العظمى لحل النزاعات في السودان خاصة في درافور و ناشد الطرفان المجتمع الدولي دعم جهود الإتحاد الأفريقي من اجل تنفيذ اتفاق أبوجا للسلام حفاظا على وحدة و استقرار السودان.
ورحب فخامة الرئيس علي عبد الله صالح بالجهود المثمرة التي يبذلها الاخ القائد من اجل نزع فتيل الحرب بين الجارتين تشاد و السودان و التي نجحت في عقد إتفاق طرابس بتاريخ 2/8/ 2006م مسيحى و إتمام لقاء المصالحة في بنغول بين الرئيسين عمر البشير و ادريس دبي.
واستعرض الجانبان التطورات الأخيرة في الصومال وأكدا عزمهما على مواصلة مساعيهما من اجل إنجاح عملية المصالحة و رحبا بالإتفاق الذي تم مؤخرا برعاية الجامعة العربية في الخرطوم بين المحاكم الإسلامية و الحكومة الصومالية.
وفي هذا الإطار اشاد الأخ القائد بالجهود التي بذله فخامة الرئيس على عبدالله صالح من اجل الإسراع في تحقيق المصالحة في الصومال .
العلاقات العربية الأفريقية استاثرت بإهتمام خاص في المباحثات بحكم العلاقات التاريخية و الإجتماعية و الثقافية التي تربط البلدين بالقارة الإفريقية وتم التأكيد على أهمية دفع الجهود العربية من اجل تعزيز التعاون العربي الإقريقي وصولا إلى تحقيق الفضاء العربي الإفريقي .
وفي هذا الإطار عبر فخامة الرئيس على عبد الله صالح عن دعمه لمبادرات الأخ القائد خاصة دعوته الى التنسيق بين الفضائين العربي و الإفريقي .
تطرقت المحادثات الى قضايا الإرهاب و نزع اسلحة الدمار الشامل حيث ادان الطرفان الإرهاب بكافة أشكاله و طالبا بعقد مؤتمر دولي لتعريفه و تحديد سبل التصدي له مع ضرورة التمييز بين الأرهاب و الحق المشروع للشعوب في مقاومة الأحتلال و عدم الربط بين اي ديانة أو ثقافة و الأرهاب.
وبشأن اسلحة الدمار الشاكل اكد الجانبان اهمية ان تحذو جميع الدول حذو الجماهيرية العظمى بالتخلي الطوعي عن البرامج و المعدات التي تؤدي الى انتاج اسلحة دمار شامل وضرورة انضمام الاسرائيليين الى معاهدة منع
الأنتشار و إخضاع منشأتهم لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإعلان منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من كافة اسلحة الدمار الشامل مع التأكيد على حق جميع الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.
خلال المباحثات استعرض الجانبان التطورات الايجابية التي تحققت في البلدين على صعيد التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية بفعل تجذر المشاركة الشعبية في صناعة تنفيذ القرار.
وبشأن سياستنا الخارجية جددا تمسكهما بأهداف ومبادئ ميثاق الامم المتحدة وحركة عدم الانحياز.
وفي هذا السياق رحبت الجمهورية اليمنية بتسوية الخلاف بين الجماهيرية العظمى والولايات المتحدة الامريكية واستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما.
وفي ختام المباحثات أعرب الجانبان عن ارتياحهما لنتائجها التي اكدت مجددا تطابق وجهة نظرهما حيال مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك . وقد عبر فخامة الرئيس علي عبدالله صالح عن عظيم تقديره لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الذي حظى به والوفد المرافق ، ووجه لاخيه معمر القذافي قائد الثورة الدعوة لزيارة الجمهورية اليمنية والذي رحب بها على ان يحدد موعدها في وقت لاحق .
صدر في طرابلس بتاريخ 14 من شهر جمادي الاخر الموافق 9 من شهر ناصر يوليو 1374 م.ر _ 2006 مسيحي.