أكد رئيس مجلس الوزراء عبدالقادر باجمال أن الأدباء والكتاب مسؤولون بدرجة أساسية عن شعلة الحرية وإحياء الضمائر وتوهج الإحساس الإنساني والساعون لجعل الحقيقة مرتكز الإنتماء ومبعث النضال الوطني والقومي والإنساني،وحثهم على الإنتصار لوعي الإنسان العربي وثقافته الوطنية والعقيدية وللنزوع الإنساني دون تمييز.
جاء ذلك أثناء افتتاح رئيس الوزراء دورة المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب وندوة ابن خلدون المنعقدة حالياَ بصنعاء والتي تستمر حتى يوم الثلاثاء المقبل ،حيث أشار عبدالقادر باجمال إلى تزامن إنعقاد هذه الدورة مع المعاناة التي تعاني منها شعوبنا العربية في فلسطين والعراق ولبنان والصومال ، وغيرها من المواقع التي تشكل الأحداث المأساوية فيها صلف الغزاة والمتسلطين على ارادتنا وعلى وجودنا الانساني .
وقال مخاطبا الادباء " وانتم تجتمعون اليوم في قمة ثقافية أدبية إبداعية رائعة ربما تعوضنا عن القمة السياسية العربية الحائرة بين الخوف والرجاء وبين العزيمة والاحباط نجدها مناسبة لكي نسجبل للتاريخ موقفنا الرافض لكل صور المعاناة والإذلال .
لافتا الى ان سقوط الشهداء في هذه اللحظات وتشرد الأسر والدماء التى تسيل على ارض فلسطين ولبنان والعراق تلخص في مجملها استباحة كاملة لشعوبنا واردتها الحرة في العيش بسلام وأمان وكرامة إنسانية كاملة ،مطالبا الكتاب والأدباء العرب ان يجعلوا من الثقافة والأدب تعويضا حقيقا عن الانتكاسات السياسية العربية في زماننا الراهن .
وقال أنتم عبر نشاطكم الفكري والثقافي وابداعكم الادبي تشكلون منظومة الراي العام لتحقيق الوحدة الروحية النزيهة والخالصة لوجه الجماعة وحضورها الدائم في عملية المشاركة الحية في ميادين السياسة والثقافة والاجتماع والتنمية الشاملة .
ونوه رئيس الوزراء الى الثقافات الفرعية والذاتية والنرجسية واثرها السلبي على واقع الشعوب العربية وتقدمها وعلى عقول وقلوب اجيالنا الحاضرة والمستقبلية .. مشيرا في نفس الوقت الى خطورة الأمية باعتبارها كارثة حقيقية ينبغي أدراك أبعاد وجودها في اوساطنا الشعبية .
وقال علينا ان نناضل جميعا من أجل محو الامية في بلداننا ذلك أن الاميين هم الخميرة الجاهزة لملئ الفراغ الثقافي والروحي عن طريق تزييف الوعي وغرس ثقافة التطرف والجهالة والتخلف في مجتمعاتنا" متمنيا كل التوفيق والنجاح لهذا الاجتماع .
وفي الجلسة الافتتاحية التي حضرها الشاعر الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح- المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية ووزير الاعلام حسن اللوزي ووزير الثقافة خالد عبدالله الرويشان - القى الدكتور عبد الله حسين البار- ر ئيس اتحاد الادباء الكتاب اليمنيين كلمة الاتحاد رحب فيها باسم اعضاء الاتحاد بالوفود المشاركة في اجتماع المكتب الدائم والندوة المصاحبة له والمتعلقة بخلاصة الاثر .. مهدي الاخرين الى ديوان العبر.مقدمة الاوائل والاواخر العلامة ولي الدين عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن خلدون.
وقال : ان سرورنا وابتهاجنا وفرحنا بوفودكم علينا لم يمنعنا من الاسى والحزن والقهر و الغضب على مايقع في بقاع كريمة من بقاع العروبة وعلى ما يصاب به الدم العربي وانسانية المواطن العربي من امتهان وانتهاك وحشي يقوم به عدو حاقد لا يقيم للشرائع وزنا و لا للاعراف اعتبارا .
واكد باسم الادباء الموقف الرافض للانكفاء على التنديد والادانة وهما فعل العاجز الذي لايستبد .. وقال : ولكم نددنا ولكم ادنا ولكم جبنا الشوارع متظاهرين ولكن امرا لم يتغير وحال لم يحل ولا تزال اسرائيل تصنع اليوم في ارض العروبة ما تشاء ولا من رادع كحالها قبل عشرات السنين وما ذاك الا لان اسرائيل حديد لا يفله الا الحديد وتلك تبعة كل حاكم عربي شاء من شاء وابى من ابى وما بالنا نرضى الدنية في جماعة جمعاء من اهلنا وهم لا يرضونها في افراد منفردين .
واشار رئيس اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين الى المؤتمر الذي استضافته اليمن من مؤتمرات الاتحاد في الثمانينيات قائلا : لقد احتضنت اليمن منذ ما يزيد عن العشرين عاما مؤتمرا من مؤتمرات الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب ولقد كان الحال فيها على النحو مما عرفتم وهو اليوم على غير ما تعرفون وذاك لان اليمن قبل 22 مايو 1990 غيره بعده وما علّة ذلك الا الوحدة اليمنية التي كانت حلم سعى اليه الشعب اليمني اعواما متطاولة حتى نهض بانجازها بارادة رجل من ابنائها هو الزعيم القائد علي عبد الله صالح - صانع الوحدة وصمام امانها .
فيما القى رئس اتحاد الادباء والكتاب الفلسطينين المتوكل طه - كلمة الوفود المشاركة استعرض فيها جملة التحديات التي تعيشها الامة في المرحلة الراهنة .قائلا : انه نهار يولد يحمل عافية الليمون ورائحة الارز على دخان هذه الحرب الدائرة في فلسطين ولبنان والعراق وتستهدف شعبنا وارادتنا وصولا الى مشروعها : مشروع الشرق الاوسط الجديد .
واضاف ان الحجر الفلسطيني الذي هشم وصايا التائهين،والصاروخ اللبناني الذي دك طوطم الفزع الهش سيثبتا ان تاويل الوهم وهم وان الموج لايتعب وثمة وسط الحرب اشارات توقظ النائمين وتستخرج حبات الارز وستشفع للمقصوفين وتقدم لهم العزاء ولو بعد قرن من الجحيم .
وقال طه : ان الثقافة هي القوة الحقيقية للفرد والجماعة نواجه بها المعضلات ونتقي بها الازمات وكلما كانت الثقافة مرنة وواسعة وذات منظور عميق وممتد وتمتلك اجابات ورود ايجابية ومقنعة وذات تاثير استطاعت المقاومة والصمود .
واضاف ان قوة الثقافة اي ثقافة تكمن في قدرتها على المجابهة من جهة وقدرتها على الحوار وسرعة استجابتهاللطارى والغريب من جهة اخرى .
وتابع : ان الحضارات تتصارع اكثر من ان تتبادل المنافع والحضارة القوية تطرد الضعيفة ولهذا فان قوة الثقافة تتجلى في فك رموزها وتعميقها بالحوار كما فعلت الحضارة العربية والإسلامية .
وقال رئيس اتحاد الادباء والكتاب الفلسطينيين: هناك في غزة وبيروت لم تكن حرب لان للحرب اخلاقا ونواميس بل ما يجري استباحة عمياء ومطلقة وطاحونة ضخمة تضع الارض بين شقيها وتجرش في سيل اختلاط الدم والجير واللحم والعظام والشجر والحديد.
وأكد ان المظلمة ما فتئت مكتملة من بغداد الى القدس الى بيروت ما يعني انه الدم والبطن المثقوب والجلنار المشروخ على صدر امة واللجوء الذي ما يزال يفرد غربانه من هنا الى هناك والعرب يكدسون بمئات المليارات سلاح اسيادهم العتيق ويغطون عمليات قرصنته ويشرعنون اغتصاب اعراضهم وأمة عرشها مباح وتتوسل التطبيع مع قاتلها وناهبي ومصادري مستقبلها.
فيما القى الدكتور علي عقلة عرسان - امين عام الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب كلمة تناولت موقف الاتحاد من الاحداث الدائرة ورؤيته لما يجب ان يكون عليه دور الادباء مما تعيشة الامة من محنة الاعتداء والعدوان الغاشم على ارضها وانسانها وكرامتها في فلسطين ولبنان والعراق.
ودعا الحاضرين الى الوقوف دقيقة صمت حداد اجلالا للشهداء والمقاومين متوجهاً بالشكر الجزيل لليمن رئيسا وحكومة وشعبا والمثقفين والمبدعين والاعلاميين والادباء على استضافتهم دورة الاتحاد والندوة المصاحبة لها حول العلامة ابن خلدون الحضرمي اصالة والعربي والمسلم حضورا وعملا وتجوالا ومسؤليات والانساني العالمي تاثيرا وتاسيسا لعلم الاجتماع.
واشار الى ان مساهمة الاتحاد بالاحتفاء بهذا العلامة بمناسبة مرور ستمائة سنة على وفاته يؤكد اهمية العناية باعلام العلماء والادباء والكتاب والمبدعين في كل مجال من مجالات الحياة والعمل والفكر لما في ذلك من تقدير لما انجزوه امام الاجيال .
واضاف : نحن اليوم في بؤرة مشهد ثقافي وسياسي وامني وعسكري غاية في الماساوية والتعقيد والشدة والتاثير في الامة, وما هي عليه من مشهد العدوان ومشهد المقاومة, مشهد الدمار والكوراث التي تحل باجزاء من وطننا في لبنان وفلسطين والعراق وتهدد اجزاء اخرى في بلد العرب والمسلمين.
مشيراً الى ان العدو الصهيوني ودولته باتت اليوم عارية امام العالم بوصفها الاكثر همجية ووحشية في العالم وكيانها مجرد من القيم والاخلاق والابعاد الانسانية هو وحليفه الامريكي الذي لا يقل عنه حقدا وسقوط خلقي, وهي التي تتنبى مشاريع الصهيونية وتضع في خدمتها السلاح والمال والقدرات الهائلة ولا تنتج سوى العدوان والطمع والفوضى التي تسميها بناءة .. متسائلا : ومتى كانت الفوضى في يوم من الايام بناءة والضربات الاستباقية ماهي الا عدوان صريح حتى على الافكار وعلى الاجنة التي يمكن ان تفكر في يوم من الايام بامتلاك قوة تدافع بها عن الحق والانسانية والحضارة.
مؤكدا ان شرعة مثل هؤلاء انما هي القتل والدمار وبث الرعب وزرع الفتن لاسيما في بلاد العرب والمسلمين .
واضاف ان الاشد مأساوية هو قتل بعض الانظمة العربية لارادة المقاومة العربية وخذلان بعض الانظمة للمقاومة واتهامها وعجز تلك الانظمة في الوقت ذاته عن حماية الارض والشعب والاطفال والمقدسات.
وقال : اننا امام مشروع استعماري صهيوني امريكي يستهدف ثقافة امتنا وهويتها وقيمها, عروبتها, واسلامها, كما يستهدف ارضها ومصالحها, معتبرا انه لا مجال امام الشعوب في هذا الخضم الا سوى ان تدافع عن نسفها.
واكد الامين العام للاتحاد العام للكتاب والادباء العرب ان المقاومة العربية ضد الاحتلال في لبنان وفلسطين والعراق وفي اي مكان هي مقاومة مشروعة ومشرفة يقف الشعب العربي ورائها والمثقفين في طليعة ذلك .
وعقب الجلسة الافتتاحية بدات فعاليات ندوة ابن خلدون حيث عقدت الجلسة الاولى وتلتها الجلسة الثانية مساء اليوم .فيما ستتواصل بقية الجلسات صباح ومساء غد الاثنين .