استقبل الرئيس علي عبدالله صالح اليوم المشاركين في اجتماعات المكتب الدائم لاتحاد الأدباء والكتاب العرب وندوة ابن خلدون والتي احتضنتها العاصمة صنعاء خلال الأسبوع الجاري.
وقد رحب الرئيس بالمشاركين في وطنهم الثاني اليمن , مشيداً بالنتائج التي خرجت بها اجتماعاتهم ، وتحدث اليهم حول التطورات الراهنة في المنطقة في ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على الشعبين الفلسطيني واللبناني وما ارتكبته اسرائيل من مجازر بشعة كان آخرها مذبحة قانا الثانية في لبنان .
وقال رئيس الجمهورية " لقد تحدثت بالامس في مقابلة تلفزيونية وقلت بان علينا كقادة العمل من اجل ارضاء ضمائرنا وشعوبنا وان نشكل ضغط كأمة اسلامية على المجتمع الدولي وليس اقل من تجميد عضويتنا كمجموعة اسلاميةفي الامم المتحدة .. هذا اذا كنا نخاف من الصلف الصهيوني في الوقت الذي تؤكد فيه كل الحقائق بان الكيان الصهيوني مهزوم على يد المقاومة اللبنانية والفلسطينية ، ومعنى ذلك ان القوة التي لا تقهر ، قهرت واذا كنا مكبلين بالاتفاقيات ، فان علينا ان نفتح الحدود والموانئ لشبابنا مثلما فتحناها ايام مقاومة الشيوعية في افغانستان ، فايهما اخطر علينا كعرب ومسلمين الشيوعية كأيديولوجيا ؟.. ام الصهيونية التي تقتل اطفالنا ونسائنا وشيوخنا في فلسطين ولبنان ؟ " .
وأضاف الرئيس علي عبدالله صالح " اننا نتمنى ان نستفيد من كل المعطيات ونعطي بعض الوقت لمثقفينا وآدبائنا وان لا نكون مكابرين وندعي الفهم بكل شيء ، بل علينا ان نستفيد من مثقفينا ومفكرينا من اجل الحصول على القرارات الصحيحة وبما يفيدنا كحكام وقيادات ، وانتم كشريحة مثقفة واعية ، عليكم دور كبير في تثقيف الحكام وتثقيف الشعوب ، فنحن استمدينا شجاعتنا وثقافتنا وتعليمنا منكم ، من الكتاب والآدب والمقال ولا ندعي العلم ، بل نحن نتعلم كل يوم ".
وقال فخامته " الغرب ليس اكثر منا حضارة اوثقافة ، بل كانوا في حالة صراع وحروب مع بعضهم البعض ، اما نحن فلغتنا واحدة وتاريخنا وثقافتنا واحدة" .
وأضاف " يجب ان لا نسمح بما يفرقنا كمسلمين ، ويقول هذا شيعي وهذا سني ، بل جميعنا مسلمون والعدو يستهدف الجميع ، ولا تمييز بين هذا وذاك ، كما علينا ان نشجع الديمقراطية وان تتحرر شعوبنا من كل القيود والخوف ، نحن في اليمن اخترنا الديمقراطية منذ حوالي 16 عاماً ولدينا الان اكثر من 200 مطبوعة تتحدث كيف ما تشاء وتنتقد النظام والدولة ، ولكن
هذا اكسبنا قوة وانتم كشريحة واعية عليكم دور كبير في حشد طاقات الشعوب العربية لما فيه مصلحة الامة ".
وقد تحدث في اللقاء الذي حضره مستشار رئيس الجمهورية سالم صالح محمد , رئيس اتحاد الادباء والكتاب العرب الدكتور علي عقلة عرسان عبر فيها عن شكره وكل المشاركين في اجتماعات المكتب الدائم لاتحاد الأدباء والكتاب العرب وندوة أبن خلدون لرئيس الجمهورية على ما حظيت به اجتماعاتهم في صنعاء من الرعاية , مشيرا إلى ما تواجهه الأمة من تحديات وما تعيشه في الوقت الراهن من الضعف والهزال .
وقال رئيس اتحاد الأدباء والكتاب العرب " أن السلام مالم تتوفر له قوة لحمايته فانه لن يتحقق ونحن نطالب بفتح الخيارات لحماية الناس والأطفال والهوية " .
وأضاف "نحن نؤمن بدور الثقافة وبما تخلقه من وعي لدى الجماهير ولكن هناك حالة من الحصار على الكلمة التي لإيراد لها ان تنطق إلا بما يريده رجال السلطة ", مشيدا بموقف الرئيس المناصر لقضايا الأمة .
وقال " إن موقفكم ايها الاخ الرئيس هو موقف الحكمة اليمانية فلقد دعوتم للقمة في وقت كانت الامة فيه بحاجة الى هذه الدعوة وتراجعتم بحكمة في وقت كنتم تخشون فيه الانقسام والتصدع الذي ظل يلوح في الافق وانا اخاطبك يا فخامة الرئيس بكل الاحترام فلقد كان موقفكم عروبيا صادقا .. كما ان انجازكم بتحقيق الوحدة ورعاية الديمقراطية في بلدكم يغرس لكم في قلوب ابناء شعبكم وامتكم التقدير والاعتزاز
وتطرق الى ما يتعرض له الشعبين الفلسطيني واللبناني من عدوان في ظل صمت عربي ودولي .
وقال لقد مضى اكثر من 21 يوما على العدوان الاسرائيلي دون ان يرتفع صوت حقيقي يحمي الطفل والشيخ والمرأة وهذا ما يخلق في النفوس الحزن وهناك من الغضب في الشارع العربي خاصة وهو يشاهد ما حدث من جريمة شنعة في قانا التي ذهب ضحيتها أكثر من 50 شخصا منهم 37 طفلا .
وأضاف "اننا ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني وهذه قضية امة وأمانة للاجيال وعندما لا يستطيع جيل ان يحقق النصر لامته يحيلها الى جيل أخر" .
وقال الدكتور علي عرسان "ان المقاومة هي البديل ونحن نعتز بك يا فخامة الرئيس لانك قلت ما في ضمير الجماهير العربية ونحن أمام مرحلة يجب أن نلتمس فيها تغيير جذري ويكفي ما حصل في العراق وما تشتعل فيه من فتن وكذا ما يحصل في لبنان وغزة ، ونحن نؤمن بدور الثقافة والكلمة ولهذا فان على الحكام العرب ان يعطونا هامشاَ للثقافة والنشر وحرية التعبير والترجمة ".
وقال رئيس اتحاد الادباء والكتاب العربي " نحن يا فخامة الرئيس نكن لك كل الاحترام والتقدير ونستأذنك أن انقل لك تقديرنا وقرارنا بأن نقدم لك درع الأتحاد وشهادته تقديراً لمواقفك ودورك وانجازك للوحده ورعايتك للثقافة ".
بعد ذلك قام الدكتور علي عقلة عرسان ورئيس اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين عبدالله حسين البار بتقديم درع الاتحاد لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح.