لم تكن معاناة سعيد العائل لسبعة أطفال وأمهم بالسهلة, خاصة وانه يعيش في احدى القرى الريفية النائية, حيث المواد الاستهلاكية والغذائية تصل اسعارها أحياناً إلى الضعف، نتيجة وعورة الطريق التي تربط قريته بالقرى والمدن المجاورة..
ولان ما يجمعه سعيد الذي يعمل مزارعا بالاجر متنقلا من حقل إلى آخر في مواسم الحصاد لايلبي احتياجات اسرته من السلع الضرورية, فقد كان يعتمد على ما يقدمه له الآخرون, خاصة في الاوقات التي يتعذر عليه فيها الحصول على العمل .
ولم يكن سعيد يتوقع ان يتغير حالة الى الافضل, ويتمكن من تلبية كافة احتياجات اسرته معتمدا على نفسه, الا ان ذلك تحقق من خلال المشاريع التنموية الخدمية التي نفذها الصندوق الاجتماعي للتنمية عن طريق قطاعي الطرق الريفية والمشاريع الصغيرة والأصغر, ما اسهم في تحسين المستوى المعيشي لسعيد ولغيره من ابناء الريف.. حيث لعبت الطرق الريفية دوراً هاماً في تسهيل الحصول على الخدمات الأساسية، وفي العملية التنموية على وجه العموم, كما اسهمت الطرق بشكل مباشر في تحسين معيشة سكان الريف الذين يعيش معظمهم في مناطق جبلية ذات تضاريس صعبة، موزعين على أكثر من 100 ألف تجمع سكاني.
وبحسب تقرير للصندوق الاجتماعي للتنمية, فقد بلغ عدد مشاريع الطرق الريفية التي جرى انجازها العام الماضي /45/ مشروعاً بتكلفة 5 ملايين دولار.. فيما بلغ عدد مشاريع الطرق الريفية التي تم انجازها خلال الاعوام الماضية /188/مشروعاً بتكلفة تقدر بنحو 21 مليون دولار.
وشمل نشاط الصندوق في مجال الطرق الريفية بناء وتأهيل عدد من الطرق بلغ اجمالي اطوالها خلال العام الماضي /259/ كيلومتر، فضلا عن رصف قرابة /30/ ألف و/412/ متر مربع في المناطق الحضرية, في حين بلغ اطول الطرق التراكمية المنفذة من قبل الصندوق حوالي /1226/ كيلو متر، والمرصوفة حوالي /417/ ألف و/296/ متر مربع.
ولضمان استمرارية مشاريع الطرق الريفية وتحقيق الفائدة منها في خدمة المواطن, ليس في تخفيض سعر المواد الغذائية في المناطق الريفية فحسب, وانما لتسهيل عملية تصريف المنتجات الزراعية في اسواق القرى والمدن المجاورة, حرصت ادارة الصندوق على تنفيذ دورات تدريبية وورش عمل بهدف تعزيز قدرات ضباط مشاريع الطرق في الفروع، والاستشاريين على اعداد برامج التصميم الهندسي للطرق الريفية, إلى جانب النزول الميداني لمراقبة وتقييم تنفيذ المشاريع ، وذلك لمعرفة مدى التحسن في إنجاز هذه المشاريع مقارنة بالاعوام السابقة.
كما ان تنفيذ الصندوق لعدد من المشاريع في هذا القطاع بآلية التعاقدات المجتمعية اسهم في خفض تكلفة تنفيذ المشاريع بنسبة تتراوح بين 25 - 50 بالمئة.
وفيما يخص المشاريع الصغيرة والاصغر, التي تلعب دورا هاما في توفير فرص العمل لاكبر عدد من العمالة, اشار التقرير الى ان الصندوق دعم العام الماضي ، تطوير 30 مشروعاً جديداً بتكلفة تقدر بنحو /5ر3/ مليون دولار، ليرتفع بذلك إجمالي الاستثمار في تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر منذ إنشاء الصندوق سواء المنجزة او التي هي قيد التنفيذ إلى حوالي /11/ مليون دولار.
كما ان الصندوق قدم العام الماضي دعما ماليا وفنيا لصندوق تمويل الصناعات والمنشآت الصغيرة وهي المؤسسة الوحيدة المتخصصة بتمويل المنشآت الصغيرة من خلال تقديمها القروض للمشاريع وتقديم الدعم الفني لها, وهو ما اثمر ارتفاع عدد المستفيدين من خدمات الصندوق حتى نهاية العام الماضي، إلى ما يقارب /27/ ألف شخص.
سعيد اليوم وبعد مضي عام من وصول الطريق الى قريته, اصبح لديه محلا لبيع المواد الغذائية والاستهلاكية بالتجزئة، جاء ثمرة للقرض الميسر الذي حصل عليه من قطاع تنمية المنشآت الصغيرة, وبذلك تحققت الفائدة ليس لسعيد واسرته فقط, وانما لكافة افراد القرية, لحصولهم على السلع باسعار موازية لاسعارها في المدن, فضلا عن انه اصبح بامكانهم تصريف منتجاتهم الزراعية بسهولة ويسر في الاسواق المجاورة.
خارطة الموقع 
اليوم: 
عن اليمن..
