أكد فخامة الرئيس علي عبدالله صالح ان مؤتمر لندن للمانحين مثل خطوة في الطريق الصحيح في علاقة اليمن بمحيطه الخليجي والدولي ونقل علاقاته بجيرانه إلى مرحلة الشراكة الحقيقة .
وقال فخامته في مؤتمر صحافي عقده في ختام اعمال مؤتمر لندن للمانحين أمس ونحن نختتم فعاليات مؤتمر المانحين للجمهورية اليمنيةالذي احتضنته المملكة المتحدة لا يفوتنا أن نشكر نائبة رئيس البنك الدولي لشئون الشرق الأوسط وجنوب افريقيا السيدة دانيلا جريساني وكذا السيد جارث توماس وزير التنمية البريطاني على خطابة الجميل في أفتتاح اعمال المؤتمر والذي لخلص فيه المشكلة وكانه يعيش في اليمن ومتابع لكل ما يجري فيها .
كما أعبر عن الشكر الجزيل لدول مجلس التعاون الخليجي وأمين عام مجلس التعاون الخليجي الاخ عبدالرحمن العطية لمساهمتهم الفاعلة في إنجاح هذا المؤتمر الذي مثل الخطوة الصحيحة في الطريق الصحيح الذي نسعى اليه .
كمااعبر عن الشكر الجزيل لكل الدول المانحة وفي المقدمة المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وكل الدول التي شاركت وحضرت واسهمت في انجاح هذا المؤتمر .
وقال فخامته " نحن بهذا المؤتمر انتقلنا الى مرحلة الشراكة الحقيقية كون اليمن قد اخذت منذ 16 عاما بعد اعلان الجمهورية اليمنية التعددية السياسية والحزبية وحرية الصحافة واحترام حقوق الانسان ومشاركة المرأة واجرت ثلاث دورات انتخابية برلمانية ودورتين لانتخابات محلية ورئاسية بالاضافة الى اجراء انتخابات منظمات المجتمع المدني حرصا منها لمواكبة متطلبات القرن الواحد والعشرين ".
وأضاف "ان التحدي الأبرز أمامنا اليوم هو كيف نأخذ بيد اليمن بعدما حقق هذه الانجازات ونأخذ بايدي الشعب اليمني لإتشاله من المحطة التي يراوح فيها وهي محطة الفقر والبطالة والجهل والامية .. وأعتقد اننا سرنا في الطريق الصحيح مع الدول الشقيقة وايضا مع الدول الصديقة لان شعبنا بعد ان اخذ بالخيار الديمقراطي وسلك هذا السلوك الحضاري خلال 16 عاما ،الآن يخطابنا ويقول اخذنا بنهج الحرية والديمقراطية والتعددية وهناك اكثر من 170 او 200 مطبوعة صحفية حرة ومستقلة وحزبية ونريد حلا لمشكلة الخبز.. نريد حلا لمشكلة المياة والطاقة الكهربائية.. الآن شعبنا يسأل ماذا عملنا في مجال توفير الدواء ومحاربة الأمية والقضاء عليها بين الرجال والنساء .. يسألنا كنظام سياسي ونحن نخاطب اشقائنا واصدقائنا ومن حقنا ان نتحدث مع الاشقاء ومع الاصدقاء ليمدوا يد العون لصالح التنمية في بلادنا .
ومضى فخامة الاخ الرئيس قائلا " وكما اشرت بالامس لانريد اي مبلغ من الدعم يحول الى الخزينة العامة, وانما يخصص للمشاريع الاسترتيجية والهامة التي تخدم الشعب اليمني, ويمكن البحث عن آلية معينة وايجاد صندوق يوضع فيه هذا المبلغ البالغ حوالي اربعة مليارات وسبعمائة وستة وثلاثين مليون دولار اويوضع في حساب معين أوفي سلة معينة نستفيد من فوائده البنكية وتوجيهها لخدمة التنمية تحت اشراف مكتب فني من الدول المانحة والدول الصديقة لتنفيذ المشاريع على ارض الواقع, والا يظل ذلك مجرد ارقام".
وتابع قائلا " اذا كانت الدراسات التي تقدمت بها الحكومة اليمنية فيها أي نقص والكمال لله, فيمكن ان تخضع المشاريع للمناقصات والدراسة بحيث نصل خلال ستة اشهر الى الطريق الصحيح, فلانريد ان يطول الوقت لان الشعب اليمني ينتظر تنفيذ الوعود التي قطعناها على انفسنا خلال الانتخابات الرئاسية والمحلية, واملنا كبير من الاشقاء والاصدقاء ان يساعدوننا على ذلك".
واضاف " هناك تفويض كامل لوزارة التخطيط والتعاون الدولي التي ينبغي التخاطب معها وهي بدورها تتخاطب مع الجهات المعنية في الحكومة لتنفيذ هذه المشاريع سواء كانت في مجال الطاقة او الطرقات, وعلى المانحين التخاطب مع جهة واحدة هي وزارة التخطيط والتعاون الدولي التي تنسق مع المؤسسات اليمنية حول اولوياتها في تنفيذ المشاريع".
وقال فخامة الاخ الرئيس" هذا ما اردت ان اتحدث به امام الصحافة, ونكرر الشكر لاشقائنا واصدقائنا ولمن أعد وعمل على نجاح هذا المؤتمر .. كما اكرر الشكر الجزيل للاخ عبدالرحمن العطيه الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي".
من جانبه قال الأخ عبد الرحمن العطية أمين عام مجلس التعاون الخليجي في المؤتمر الصحفي أرى أن تاريخا قد بدأ يظهر في هذه المنطقة منطقة الجزيرة العربية بهذا التفاعل اليمني الخليجي وهذه الشراكة التي تشكل ضرورة ملحة في ظل التحديات التي تحيط بهذه المنطقة .. مشيرا الى أن مثل هذا التنسيق وهذا التكامل سيعمل على بلوغ الاهداف التي تتطلع اليها شعوب دول المجلس والشعب اليمني , مؤكدا أن المؤتمر أحدث نقلة نوعية في علاقات شعوب المنطقة .
وقال ان مؤتمر لندن للمانحين حقق اهدافه بتعهدات مالية بلغت اربعة مليارات وسبعمائة مليون وهو فوق ما كنا نتوقعه , حيث شكل دعم دول مجلس التعاون اكثر من خمسين بالمائة من التعهدات التي تم الاعلان عنها في المؤتمر".
وبين العطية أن مجلس التعاون يهتم بكل ما يتصف بالارتقاء بمشاريع التنمية والبني التحتية في اليمن في ظل منظومة الاصلاحات التي تنتهجها الحكومة اليمنية باعتبارها ضمان لمسيرة التنمية والاصلاح في اليمن , مؤكدا أن ذلك أعطى ثقة عالية للمانحين فيما يخص دعم المشاريع .
وأضاف " المهم اننا في المرحلة القادمة سنعمل سويا مع الاشقاء في اليمن على ترجمة هذا الحشد المالي الي واقع ملموس من الناحية التنفيذية , ونحن نفكر سويا بشأن بلورة آلية للتنفيذ علي ارض الواقع سواء فيما يتعلق بمشاريع الطرق اومشاريع البني التحتية في مجال التعليم والصحة وكل ما يتصل بعملية التنمية وجهود مكافحة الفقر " .. مثمنا دور وزارة التنمية الدولية في المملكة المتحدة علي استضافتها واهتمامها بهذا المؤتمر والذي ساهم من خلال التنظيم والاعداد الجيدين في انجاح المؤتمر.
واشار العطيه الى أن ملامح هذا النجاح كان واضحا من خلال حجم التعهدات المالية التي قدمتها الدول المانحة لدعم التنمية في اليمن وخاصة الثقة الكبيرة التي عبرت عنها دول المجلس من خلال تعهداتها السخية .
وقال " لقد فاق حجم التعهدات في هذا المؤتمر حجم اي تعهدات في مؤتمرات سابقة " .
واضاف " المؤتمر اتاح الفرصة للدول المانحة للاطلاع علي تقارير الحكومة اليمنية حول التقدم في مجال الاصلاحات الاقتصادية وكذلك ما يتصل بالاصلاحات في الجانب الاجتماعي والحكم الرشيد والرؤية المستقبلية لتنمية اليمن كما تضمنتها خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبرنامج الاستثماري".
واعتبر المؤتمر خطوة لتعزيز العلاقات والثقة بين الحكومة اليمنية والمانحين من خلال اعلان البنك الدولي ومنظمات دولية اخرى ممثلة في الاجتماع عن التزامها بمساعدة اليمن علي تنفيذ البرنامج الاستثماري الطموح الذي قدمته للمؤتمر والهادف الي تحقيق معدلات نمو عالية.
وأشار إلى أن الحلقات النقاشية على مدى يومين في المؤتمر كانت فرصة كبيرة للحوار بين الدول المانحة والمسؤلين في الحكومة اليمنية والمنظمات الدولية سواء فيما يتعلق بخطة التنمية او منظومة الاصلاحات او الشراكة بين دول مجلس التعاون والجمهورية اليمنية وكذلك التحديات المتعلقة بالطاقة والقدرة الاستيعابية للاقتصاد اليمني واليات تنفيذ المشاريع .
الى ذلك وصف الاخ عبد الكريم الأرحبي وزير التخطيط والتعاون الدولي في المؤتمر الصحفي نتائج مؤتمر لندن للمانحين بالباهرة ، مشيرا الى ان حشد مايقارب من خمسة مليارات دولار لتمويل البرنامج الإستثماري رقم ممتاز للغاية و فاق التوقعات .
وقال " اننا بهذا المؤتمر ندشن شراكة حقيقية بين اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي والمجتمع الدولي والمانحين التقليدين" داعيا المانحين الى الأخذ بيد اليمن للتغلب علىالصعوبات والتحديات التي تواجهها.
واشار الارحبي الى ان المؤتمر استعرض بشكل موسع وتفصيلي التحديات التي تواجهها اليمن واصبح واضحا لدى المانحين حجم هذه التحديات, كما تم عرض الجهود التي تبذلها الحكومة اليمنية للتغلب على هذه المشاكل والصعوبات ، معتبرا ذلك الخطوة الأولى من اجل إقامة الشراكة وحشد الدعم اللازم للتنمية في اليمن.
وأكد وزير التخطيط والتعاون الدولي ان الأجندة الوطنية للإصلاحات ليست مجرد ورقة نلوح بها وانما برنامج تتعهد الدولة بتنفيذه وهي مقتنعة تمام الإقتناع بان الإصلاحات تمثل مصلحة حقيقية لليمن وللمواطن اليمني.
وقال " الاجندة الوطنية للاصلاحات هي قلب الخطة الخمسية القادمة وبدون الإصلاحات من الصعب تحقيق تقدم في أي مجال من المجالات".
واضاف " نحن عرضنا على المانحين النتائج التي تحققت علي صعيد الواقع فيما يتعلق بتنفيذ برنامج الاصلاحات سواء في مجال القضاء أوتحديث الخدمة المدنية وغيرها من المجالات الاخرى".
وكشف الاخ الوزير انه سيكون هناك إجتماع بعد سته اشهر من الآن في صنعاء وبالتحديد في شهر مايو القادم لتقييم التقدم بإتجاه إستخدام الموارد.
وقال " سيكون هناك اجتماع موسع للمانحين خلال عامين لاستعراض ما تم تنفيذه والصعوبات والمشاكل من اجل ايجاد آليات ملائمة قادرة على إستخدام الموارد الإستخدام الأمثل ".
وأضاف " نحن في اليمن نعمل بروح جماعية واصبحت شراكتنا مع الاخرين حقيقية والكل يؤمن بهذه الشراكة وهذا هو الانجاز الكبير الذي حققناه".
من جانبه رحب جارث توماس وزير التنمية الدولية البريطاني باعلان فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية التزام اليمن بالانضمام الى مبادرة الشفافية للصناعات الاستخراجية النفطية والمعدنية ، معتبرا ذلك مؤشرا لمضي اليمن في تنفيذ اجندة الإصلاحات ..
واعرب عن تقديره للجهود التي تبذلها اليمن لمواصلة الاصلاحات ومكافحة الفساد ومحاربة الفقر.. مشيرا الى ان رفع المملكة المتحدة مساعداتها لليمن جاءت بعد زيارته الناجحة لليمن والتي اطلع خلالها على الخطوات الجيدة التي قطعتها الجمهورية اليمنية في مجال الاصلاحات.
واشاد بالدعم السخي الذي قدمته الدول المانحة لليمن في المؤتمر وقال " ان التحدي الان لليمن والمجتمع الدولي وخاصة اصدقاء اليمن هو التركيز على تنفيذ المشاريع وانفاق الاموال بالشكل الصحيح" .
واوضح الوزير البريطاني ان مساعدات المملكة المتحدة لليمن ستركز على التعليم وتوفير المياه الصالحة للشرب ودعم الجهود الرامية لتحقيق الحكم الجيد.
فيما اشادت دانيلا جريساني نائب رئيس البنك الدولي لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا بالدعم المتميز الذي قدمه المانحون لدعم التنمية في اليمن, وقالت " لقد كان هذا اللقاء فرصة للتعرف على المنجزات والتحديات التي تواجه اليمن اليوم".
ووصفت جريساني مؤتمر لندن للمانحين بالناجح, وقالت " امامنا الكثير من العمل في المستقبل لتجاوز الصعوبات والتحديات التي لازالت تواجه اليمن".
ورحبت نائبة رئيس البنك الدولي بدعوة الاخ عبدالكريم الارحبي وزير التخطيط والتعاون الدولي للمانحين بزيارة اليمن بعد ستة اشهر من انعقاد هذا المؤتمر للاطلاع على التقدم الذي تحقق خلال هذه الفترة.
وفي رده على سؤال حول تقييمه للمساعدات الخليجية قال العطية " جميع دول مجلس التعاون تعمل في اطار مجموعة واحدة وجميع هذه الدول قد اعلنت عن ماقيمته مليارين وثلاث مائة مليون دولار بالاضافة الى استعداد بعض هذه الدول الى تقديم خدمات تدريبية للاجهزة المالية للحكومة اليمنية " .
كما كشف أمين عام مجلس التعاون الخليجي أن مسألة إدارة الموارد التي تم الإعلان عنها كان موضوع بحث في اطار اجتماع الدول المانحة خلال اليومين الماضيين وأن " هناك في الواقع عدة افكار قد تمت مناقشتها " , مشيرا إلى أن دولة قطر قدمت في اجتماع صنعاء التحضيري فكرة طموحه حول ذلك بالاضافة الى افكار تقدمت بها صناديق إقليمية .
واضاف قائلا " لازال الموضوع الان يناقش من اجل بلورة فكرة لصياغة آلية يتم بموجبها العمل مع الحكومة اليمنية في تنفيذ المشاريع والتغطية المالية والاثر المالي لكل مشروع على حده .
وعن متطلبات تنفيذ الإصلاحات أوضح الوزير الأرحبي أن اليمن اعدت ورقة عمل تفصيلية عن الاجندة الوطنية للاصلاحات لاسيما ما يتعلق بالحكم الرشيد وبمحاربة الفساد وتعزيز الفصل مابين السلطات وتحسين اداء الاجهزة الحكومية بشكل عام.
وقال " قدمنا وثيقة عمل الى المؤتمر توضح قدرة الاجهزة الحكومية لإستيعاب واستخدام الموارد المتاحة , واظهرنا ان هناك قدرة استيعابية لدى الحكومه بالاضافة الى بدائل مختلفة تساعد في توسيع القدرة الاستيعابية وتمكنا من استخدام الموارد بشكل امثل " .