دشن فخامة الرئيس علي عبدالله صالح اليوم أعمال المجالس المحلية في كافة محافظات الجمهورية بعد الانتخابات المحلية التي شهدها الوطن في ال20 من سبتمبر الماضي.
وقال فخامة رئيس الجمهورية أثناء لقائه بالقصر الجمهوري بعدن برؤساء وأمنا عموم وأعضاء المجالس المحلية بمحافظات عدن وأبين ولحج والضالع - قال :" يعتبر هذا اللقاء تدشينا لأعمال المجالس المحلية بجميع محافظات الجمهورية .. ونبارك لأعضاء هذه المجالس بنيلهم ثقة الناخبين ، و نتمنى لهم النجاح والتوفيق في أعمالهم ".
ودعا الرئيس خلال اللقاء أعضاء المجالس المحلية إلى الإضطلاع بمهامهم المستقبلية لتنفيذ برامجهم الإنتخابية وترجمتها على أرض الواقع من خلال الإهتمام بالمشاريع التنموية والخدمية والإستراتيجية وتشجيع الاستثمارات لخلق فرص عمل واستيعاب البطالة وبما من شأنه الدفع بعملية التنمية إلى الأمام.
وقال الرئيس :" السلطة المحلية تجربة رائدة حققت نجاحات باهرة في الأعوام المنصرمة وإن شاء الله تحقق نجاحات أفضل في الفترة المقبلة .. وتستفيد من تجارب الماضي وبحيث تتجنب أي ظاهرة سلبية حدثت في الماضي في المستقبل إن شاء الله .. كون فشل المجالس المحلية يعد فشلا للجميع في كل أنحاء الوطن ويخيب آمال الناخبين الذين منحوا ثقتهم لأعضاء المجالس المحلية في جميع المحافظات" .
وخاطب أعضاء المجالس المحلية قائلا :" أمامكم مهام كبيرة والسلطة المحلية كلما حققت نجاحات جيدة وممتازة تبدأ المركزية بالتلاشي شيئا فشيئا وتعطي الصلاحيات الكاملة للسلطة المحلية .
وأردف الرئيس قائلا :" تعتبر السلطات المحلية بمثابة حكومات محلية بكل ما للكلمة من معنى وأن أختلفت التسمية نسمها سلطات محلية وإلا فهي حكومات محلية ".
وتابع قائلا :" لن تبق من مهام السلطة المركزية في عام 2010 م إن شاء الله إلإ المسائل ذات القضايا السيادية ، و المهام السيادية ذات الطابع الخاص بالأمن القومي للوطن ، أما المحليات فهي من اختصاص السلطات المحلية وكلما أحسنت الأداء والعطاء والعمل الجيد فستتلاشى مهام السلطة المركزية وتخول إلى السلطة المحلية إن شاء الله تعالى .
وقال :" في الإعوام الماضية حققت السلطات المحلية نجاحات جيدة وإن شاء الله في الفترات المقبلة تحقق نجاحات أكبر وبشكل أفضل ، ومن المستحسن أن يقيم الإنسان أداءه ويقيم نفسه ويسمع من الأخرين ما هي جوانب القصور التي تعترض سير العمل والمهام ويحاول أن يتجنبها بشكل جيد ويصحح كل الإختلال".
وأضاف في هذا الصدد :" إذا حققت المجالس المحلية في الفترة القادمة نجاجات باهرة ستكون تجربتنا رائدة ".
وحث الرئيس أعضاء المجالس المحلية قائلا :" عليكم الإهتمام بالمشاريع الخدمية في المقام الأول وتحسين المدن والحفاظ على البيئة والنظافة ، فمن الملاحظ أن السلطة المحلية منذ جرت عملية الإنتخابات في الـ 20 من سبتمبر وحتى الان لم تنفذ ماجاء في قانون الانتخابات بشأن إزالة صور الدعايات الانتخابية ".
وقال :" يجب ان تزال كل إشكال الدعاية الانتخابية من الجدران والمدارس والشوارع سواء كانت الرئاسية او المحلية ,فقد انتهى ذلك الموسم وينبغي علينا ان نسدل الستار على الدعايات الانتخابية التي بدأت في أغسطس وانتهت في 20 سبتمبر " .
ومضى قائلا: تلك كانت دعاية انتخابية وحق مشروع ودستوري ولكن ينبغي على كل اعضاء المجالس المحلية وكل الا حزاب السياسية ان تسدل الستار على الماضي وتبدأ القيادات الجديدة العمل بروح الفريق الواحد دون اي تعطيل ".. محذررا من اي تعطيل لاعمال السطة المحلية .. مشددا في هذا الشان على ضرورة أن يعمل جميع أعضاء المجالس المحلية بروح الفريق الواحد بإعتبارهم ابناء وطن واحد بغض النظر عن إنتماءاتهم الحزبية أكانوا في الحزب الحاكم او احزاب المعارضة .
وقال :" إننا نشكل جميعا في نهاية الامر فريقا واحدا ونتحمل مسؤولياتنا في تنمية البلاد، فالمهام التي ا مامنا والوعود التي قطعناها على انفسنا تجاه الشعب يجب أن نوفي بها جميعا كسلطة رئاسية وكسلطة محلية ، ولايجوز ان نجعل الوعود الانتخابية التي قطعناها للناخب واعطانا الثقة بموجبها مجرد وعود ودعاية انتخابية لاتدخل حيز التنفيذ ".. مؤكدا أنه يجب ان يتحول القول الى العمل في اطار الامكانات" .
وأستطرد الرئيس قائلا :" , امكانياتنا موجودة وطيبه والمواطنين يعلقون آمالا كبيرة على السلطات المحلية فهي تجربة رائدة وتجربة ناجحة وممتازة وان شاء الله تكلل اعمال الجميع بالنجاح والتوفيق في انجاز المهام الموكلة الينا طبقا لقانون السلطة المحلية ".
وأردف الرئيس قائلا :" إن شاء الله- كما تحدثت سابقا - تؤول في عام 2010 م كل الصلاحيات المركزية لصالح السلطة المحلية والتي بالامكان تسميتها الحكومات المحلية".
وتابع فخامته قائلا: إمضوا إلى الامام وإمكانيات الدولة موجودة وأحسنوا جباية الموارد الخاصة بالسلطة المحلية وكلما حققتم نجاحات في اطار النظام والدستور فيما يخص تنمية الموارد المحية كلما تضاعف الدعم المركزي للسلطة المحلية ، فمثلا جباية الضرائب على القات ، يجب أن تأخذ الضرائب المفروضة عليه كاملة وفقا للقانون كون القات ليس مادة من الإحتياجات الأساسية كالوقود والمشتقات النفطية الأخرى وأنما من الكماليات وبحيث تعود تلك الضرائب للسلطات المحلية لتبني مشاريع إنمائية وخدمية لصالح المواطن وتنظف المدن ،وترصف الشوارع ، وترمم المنشآت العامة وغير ذلك من المشاريع التي تهم المواطن ".
وقال :" كلما تحسنت الموارد كلما نالت المجالس المحلية حترام وتقدير المواطنين لانه لا مجال للمجاملة في هذا الشأن " .
وأضاف :" من خلال ملاحظاتي على أداء المجالس المحلية السابقة في الفترة المنصرمة كان بعض الأعضاء اداؤهم سلبياً لأنهم يجاملون بعض الجهات على حساب المصلحة العامة لكي لايخسر ثقة الناخب ، وهذا خطأ ..الناخب سينتخبك إذا كنت مسئولاً قوياً وشريفاً ونظيفاً وسيحترمك كلما كنت تؤدي مهامك دون مجاملات ولن يحترمك كلما كنت سلبيا ، فالناخب يحترم الاقوياء والشرفاء والنزيهيين".
وأستطرد الرئيس قائلأ من أولويات مهامنا في الفترة المقبلة مقارعة الفساد ، محاربة البطالة استيعاب الأيادي العاطلة ، وتعزيز مسيرة التنمية في الوطن.. مشيرا إلى أهمية تنفيذ مشاريع تمتص ايادي عاملة كثيرة ومنها رصف شوراع المدن الرئيسية بالاحجار بحيث تخلق فرص عمل اكثر ، ونتجنب الاسفلت نظرا للفترة القصيرة لعمره الافتراضي مبينا في هذا الشأن، انه في عدن ومنذ إعادة تحقيق الوحدة المباركة عام 90م تم سفلتة عدد من الشواراع عدة مرات .
وقال :" نحن نزيل مخلفات الاستعمار والنظام الشمولي ومازلنا نزيل مخلفاتهم ونرمم الشوارع وإلى الان لم تصلح على الوجه الذي نريد
وتابع قائلا :" يجب علينا العمل بجدية لإزالة مخلفات النظام الشمولي والنظام الاستعماري الذي لم يعمل للوطن شيئاً بل عمق القبلية، عمق المناطقية، عمق القروية ، وأحدث إشكالات كبيرة جدا في الوطن ".. موضحا أننا مازلنا نعاني من مخلفات النظام الاستعماري والأمامي الى اليوم ، حيث كان هنا في المحافظات الجنوبية مستعمر وفي المحافظات الشمالية حكم إمامي ذو عقلية متخلقة رجعية كهنوتية".
وقال الرئيس : "الثورة جاءت وجددت كل شيئ في البلد وأتاحت الفرصة للشباب والشابات للإلتحاق بالتعليم وان يتسلحوا بالعلم والمعرفة فضلا عن ما أحدثته الثورة من تحولات نوعية في مسيرة التنمية في الوطن وحياة المواطنيين بشكل عام والتي لايمكن مقارنتها عن ما كان عليه الوظع قبل الثورة.
وخاطب الرئيس أعضاء المجالس المحلية قائلا:" الوطن ينتظرمنكم العطاء النظيف بعقول نظيفة صافية مستنيرة وليس عقول رجعية متخلفة قابعة بين اربعة جدران ، لاتفهم ولاتسمع الا لغتها وتحاور نفسها وتتحاور مع نفسها وهذا هو الخطأ بذاته ، يجب أن نسمع ونقرأ ونشتغل" .
وأختتم فخامة الرئيس كلمته بالقول :هذا ما أحببت ان ادشن به أعمال المجالس المحلية في جمع انحاء الوطن من هنا من عدن ، عدن التي رفع فيها علم الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990 ليعم الخير كل انحاء الوطن وعلينا ان ننظر الى الامام ونكون متسامحين متجاوزين الأخطاء ونسدل الستار على الدعايات الانتخابية الماضية ونعمل بروح الفريق الواحد دون تمييز بين هذا وذاك فأنتم سلطة واحدة وتتحملون كامل المسؤولية , وكلما انجزتم وابدعتم ان شاء الله سنكون دعما وسندا لكل اعضاء السلطة المحلية".
وقد جرى خلال اللقاء مناقشة العديد من القضايا والموضوعات المتصلة بعمل المجالس المحلية من مشاريع خدمية وانمائية وكذا المشاريع المنجزة والتي هي قيد التنفيذ .
و تحدث في اللقاء رؤساء وامناء عموم وعدد من اعضاء المجالس المحلية في تلك المحافظات عن تطلعاتهم وخططهم المستقبلية في تنفيذ برامجهم الانتخابية من خلال تنفيذ عدد من المشاريع في المجالات الإنمائية والخدمية منها الطرق والكهرباء والمياه والصحة والتعليم وغيرها المجالات وبما يلبي احتياجات المواطنين في عموم مديريات ومناطاق محافظات عدن وابين ولحج والضالع.
وقد وجه الرئيس خلال اللقاء بسرعة انزال المخططات العمرانية للمدن والاحياء الجديدة قبل البناء فيها وتحديد نوع البناء والحرص على تطوير النظام البنائي الهندسي بما من شأنه الحد من البناء العشوائي في عواصم المحافظات وبقية المدن .. مشيرا إلى أهمية أن يتعود الموطنين على العمل وفقا للنظام والقانون ويبتعدوا عن الفوضى التي لن تولد الا المزيد من الفوضى .
كما وجه الرئيس الجهات الحكومية المعنية والسلطات المحلية بتشجيع القطاع الخاص على الإستثمار وتوفير التسهيلات والضمانات وفقا للقانون وإزالة آية عوائق قد تقف أمام تنفيذ المشاريع الاستثمارية وخصوصا معالجة قضايا الاراضي .. مشددا على ضرورة أن تستشعر كل جهة وكل مسؤول مسؤولياتهم الوطنية وأن يعملوا بعقلية متطورة بعيدا عن عقلية النظام الشمولي والبرقوراطية الإدارية وبمايسهم في تفجير الطاقات الإبداعية الخلاقة في كافة ميادين العمل والإنتاج ويصب في خدمة الوطن والمواطن .
وقال :" علينا أن نشجع القطاع الخاص للاستثمار في بناء المستشفيات والمعاهد وتنمية الثروة السمكية دون العبث بها باستخدام طرق الإصطياد الخاطئة التي تهدد البيئة البحرية بمافي ذلك جرف الاسماك والسعي نحو زيادة الصيادين وبناء وصناعة قوارب الصيد من خلال المصانع المحلية سوا في حضرموت او الحديدة اوغيرها من المناطق الساحلية ".. مؤكدا في الوقت ذاته على أهمية تشجيع القطاع الخاص على الإستثمار في مجالي الكهرباء وتحلية المياه وكما الحال في المشروع الذي سيقام في المخا لتلبية احتياجات مدينة تعز من المياه.
وشدد الرئيس على أهمية ان يدرك الجميع أن عليهم أن يعملوا وفقا للأنظمة والقوانين وأن يبرمجوا أنفسهم لتنفيذ أعمالهم ومعالجة أوجه القصور التي تبرز أولا باول دون الإنتظار لتأتيهم توجيهات رئاسية ، كون رئيس الجمهورية معني بإقرار الإستراتيجيات والتوجهات العامة وليس بمثل هذه القضايا الجزئية.
وحث جميع الجهات الحكومية والسلطات المحلية على إنجاز المشاريع بحسب الإعتمادات المرصودة لها وأن تتجنب البحث عن أي زيادة أو اعتماد إضافي بعد اقرار الموازنة العامة للدولة وأن يسعوا للحصول على المخصصات اللازمة قبل اقرار الميزانية.
ووجه الرئيس وزارة الزراعة والري بمواصلة بناء السدود والحواجز المائية في كافة مناطق اليمن بمايلبي احتاجات المواطنين والأراضي الزراعية ويسهم في الحفاظ على المياه وحجز مياه الأمطار لتغذية الأبار الجوفية وزيادة المخزون المائي .
كما وجه رئيس الجمهورية باستكمال تنفيذ طريق الضالع الحشا - ماوية واستكمال تحسين ورصف الشوارع الرئيسية والفرعية في أحياء كريتر التواهي المعلا بعدن بالاحجار.. مؤكد على أهمية أن تراعي السلطة ا لمركزية إشراك السلطة المحلية في الإشراف والمتابعة على تنفيذ أي مشروع ممول مركزيا في أي محافظة نظرا لأهمية الدور الذي ينبغي أن تضطلع به المجالس المحلية في متابعة تنفيذ المشاريع
في الوحدات الادارية وبما يخدم اهداف التنمية.
كما وجه وزارة الاشغال بايجاد حلول لمعالجة عرقلة سير المواطنين والسيارات اثناء مواسم الامطارفي سائلة (بله) بمحافظة لحج . .ووجه صندوق دعم الإنتاج الزراعي والسمكي بتقديم المزيد من التسهيلات للمزارعين والصيادين .
وكشف الرئيس أن هناك عروضا قيد الدراسة لشراء عدد من الطائرات تخصص للرحلات الداخلية وسيتم البت فيها خلال الشهرين القادمين وبمايواكب تنامي حركة المسافرين في الرحلات الداخلية عبر مطارات الجمهورية المختلفة .
وأكد الحرص على عودة المنقطعين عن الخدمة العسكرية وترتيب أوضاعهم وفقا لتوجيهاته السابقة في هذا الشأن .
ودعا الرئيس الجميع الى مضاعفة الجهود والتفاني من أجل إنجازالمهام الموكلة لكل منهم على أكمل وجه .
هذا وقد عبر رؤساء وأمنا عموم وأعضاء المجالس المحلية بمحافظات عدن وأبين ولحج والضالع عن شكرهم وتقديرهم لفخامة الرئيس على اهتمامه بدور المجالس المحلية والدفع بعجلة التنمية نحو الأمام .. مؤكدين أن هذا اللقاء منح السلطات المحلية في عموم المحافظات دفعة جديدة للاضطلاع بمهامها المستقبلية لتلبية تطلعات وآمال المواطنين في تحقيق تنمية شاملة في اليمن.
المصدر: سبا نت