مباحثات يمنية - باكستانية بصنعاء لمناقشة آفاق تعزيز التعاون الثنائي في مجالات عدة
اليوم:
13
الشهر:
ديسمبر
السنة:
2006
عقدت بصنعاء مساء أمس جلسة المباحثات اليمنية الباكستانية برئاسة الاخوين عبدالقادر باجمال رئيس مجلس الوزراء وشوكت عزيز رئيس الوزراء بجمهورية باكستان الاسلامية . جرى في الجلسة بحث قضايا التعاون الاخوي بين البلدين الشقيقين وآفاق تنميتها وتوسيعها في كافة المجالات وخاصة السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتعليمية والزراعية والصحية والأمنية.. إلى جانب الإطلاع على إجراءات برامج الإصلاحات الاقتصادية والسياسية والعدلية في البلدين والسبل الكفيلة بتبادل الخبرات والتجارب في هذا الجانب . وبحث الجانبان المستجدات والتطورات على الساحتين الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتنسيق مواقف البلدين ازاءها وفي المقدمة تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والعراق ولبنان والصومال إلى جانب الجهود الرامية لتفعيل دور منظمة المؤتمر الإسلامي وإصلاح الأمم المتحدة . وقد أكد الجانبان دعمهما لحق الشعب الفلسطيني ونضاله المشروع في إستعادة حقوقه وإقامة دولته المستقلة.. إلى جانب تأكديهما على أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية للعراق أرضا وشعبا.. داعيين إلى تغليب لغة الحوار بين مختلف الأطراف اللبنانية لحل الأزمة الناشئة وبمايفوت الفرصة على أعداء لبنان. وشدد البلدان على أهمية تطوير آليات العمل الإسلامي المشترك وتعزيز دور منظمة المؤتمر الإسلامي في هذا الشأن وفي كافة الجوانب التي تصب في خدمة قضاياالأمة الإسلامية . وفي مستهل جلسة المباحثات تحدث الاخ رئيس الوزراء مرحباً ترحيباً حاراً بالاخ شوكت عزيز والوفد المرافق له في مدينة صنعاء التاريخية المتحف الحي لحضارة امتدت على مدى التاريخ . وقال: "إن زيارتكم هذه تمثل قيمة عالية التقدير ورفيعة التعبير عن مدى تطور العلاقات الثنائية بين الدولتين والشعبين الشقيقين اليمني والباكستاني ، كما أنها تمثل دفعة قوية لهذه العلاقات الممتدة عبر التاريخ الإسلامي وماقبله والتي توطدت في العصر الراهن بتأسيس وتبادل العلاقات الدبلوماسية في وقت مبكر وتشكيل لجنة وزارية مشتركة للتعاون الاقتصادي والثقافي والتجاري وتوقيع الاتفاقيات والبروتوكولات ومذكرات التفاهم لتعزيز هذا التعاون" ..مؤكداً ضرورة تحديد الآليات المناسبة للمتابعة والتنفيذ والتقييم أولاً بأول لتحقيق غايات أشمل وأعظم في مسيرة هذه العلاقات ..مشيراً الى الآثر الكبير الذي احدثته الزياره التي قام بها فخامة الرئيس الباكستاني بروزير مشرف إلى اليمن في ديسمبر من العام الماضي ،ثم زيارة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح لباكستان في أبريل من عامنا الحالي في الدفع بالعلاقات والتعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين . وقال :" أصبحنا ندرك جميعاً أن آفاق التعاون اليوم بين بلدينا كبيرة وواسعة وأكثر من أي وقت مضى ويدعمها تطابق التوجهات ووجهات النظر بين البلدين إزاء مختلف القضايا فكلا البلدين يسعيان إلى تحقيق النمو الاقتصادي وتجاوز معوقات التنمية البشرية ،وإرساء الممارسات الديمقراطية في الحكم وإحترام حقوق الانسان ناهيك عن وقوف البلدين في خندق واحد لمكافحة الإرهاب بكافة أشكاله والعمل على نفس الوقت على نشر وتكريس قيم التسامح والعدالة واستتباب الأمن في كافة المعمورة ..ذلك أننا جميعاً جيران في كوكب واحد ". وأضاف رئيس الوزراء مخاطباً الأشقاء : أن إخوانكم في الجمهورية اليمنية بقيادة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح .. يعون على وجة صائب كل تطورات الأحداث الجارية من حولهم ولاسيما في منطقة الشرق الأوسط والمحيط الإقليمي ..موضحاً أن اليمن تكرس سياستها الخارجية لمناصرة القضايا الإسلامية والإنسانية العادلة وفي المقدمة دعم نضال الشعب الفلسطيني لإستعادة حقوقة المغتصبة ،وتأكيد الوحدة الوطنية للعراق ارضاً وشعباً ،والسير المشترك معاً نحو رؤية واضحة المعالم للإصلاحات التي تعمق الديمقراطية والشفافية وتزيل عوامل التوتر ..وتضفي على عالمنا علاقات متكافئة وسلام دائم بين جميع الشعوب . وثمن رئيس الوزراء مواقف باكستان المبدئية تجاه القضايا العربية والاسلامية وأهمها القضية الفلسطينية ،والتي كانت وماتزال تدعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على أرضه وعاصمتها القدس الشريف إلى جانب مبادرة باكستان تجاه حل قضية كشمير وإجراءات بناء وتعزيز الثقة مع الهند .. مبرزا الدور الحيوي الذي يمكن أن تلعبه باكستان على المستوى الإقليمي والإسلامي والعالمي ، خاصة في ظل مبادرة الإعتدال المستنير التي قدمها فخامة الرئيس برويز مشرف إلى القمة الإسلامية العاشرة .. منوها في ذات الوقت بالإنجازات الكبيرة التي حققتها باكستان على الصعيد الداخلي في ظل حكومتها الرشيدة والتي أكسبتها مكانة هامة في محطات النمو الاقتصادي ومكافحة الإرهاب . وقال " إن باكستان البلد الإسلامي العريق أصبح اليوم رمزا من رموز الثقافة الإسلامية الممتزجة بملامح النهضة العلمية والتكنولوجية التي جعلتها رائدة في العالم الإسلامي بما تمتلكه من وسائل الإنتاج الصناعي والزراعي والتقدم العلمي .. مبديا رغبة اليمن في الإستفادة من الإمكانيات العلمية والفنية الباكستانية من خلال زيادة عدد الطلاب اليمنيين الدارسين في مختلف المؤسسات العلمية والفنية المتقدمة ، باعتبار ذلك يمثل أفضل استثمار للبلدين على المدى القريب والبعيد . وتناول رئيس الوزراء أهمية مشاركة القطاع الخاص وإعطائه دورا محوريا في تطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية .. ودعا إلى الدفع المشترك برجال الأعمال في البلدين لإقامة الشركات المشتركة في مجالات الإستثمار والتجارة ومؤازرة جهود الحكومتين في تحقيق التنمية الشاملة عبر الشراكة الإيجابة ذات البعد الإستراتيجي والمرحلي .. مجددا ترحيب الحكومة بالمستثمرين ودعمها للإستثمارات الباكستانية في كافة المجالات الصناعية والزراعية والتعدينية واستعدادها لفتح السوق اليمنية أمام المنتجات الصناعية والحرفية الباكستانية ذات الجودة العالية وذلك لخلق قاعدة عريضة من المصالح المشتركة بين البلدين والشعبين الشقيقين . وأختتم رئيس الوزراء كلمته قائلا : " إنني لعلى ثقة يادولة الرئيس شوكت عزيز أن زيارتكم هذه تمثل مناسبة لدعوة رجال الأعمال في كلا البلدين لاستكشاف مجالات التعاون والشراكة لتحقيق المصالح المتبادلة لبلدينا .. وأجدها فرصة سانحة لأوجه الدعوة للمستثمرين الباكستانيين للمشاركة في مؤتمر استكشاف فرص الإستثمار في الجمهورية اليمنية الذي سيعقد في شهر فبراير من العام المقبل ، ونتمنى لهذه الإجتماعات التوفيق والنجاح لما فيه خير ومصلحة البلدين والشعبين الشقيقين . من جانبه عبر الاخ / شوكت عزيز رئيس الوزراء الباكتساني عن شكره وتقديره وأعضاء الوفد على كرم الضيافة وحسن الاستقبال .. منوهاً إلى التطور الذي تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين لاسيما بعد زيارة فخامة الرئيس مشرف لليمن العام الماضي وزيارة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح إلى باكستان في إبريل الماضي .. لافتاً إلى الآفاق الواسعة لازدهار العلاقات خلال الفترة المقبلة سيما في قطاعي التجارة والاستثمار .. مؤكداً ان الحكومة الباكستانية ستعمل على تشجيع رجال الأعمال الباكستانيين للمشاركة في مؤتمر استكشاف الفرص الاستثمارية في اليمن الذي سيعقد بمدينة عدن في فبراير القادم . وأعلن رئيس الوزراء الباكتساني ان بلاده ستعمل على تخفيض أسعار الأرز والمواد الكهربائية المصدرة لليمن وذلك في إطار العلاقات الأخوية للبلدين وبمايسهم في دعم استقرار أسعار هذه السلع في السوق اليمنية .. مشيراً إلى الإمكانيات المتاحة لتعزيز التعاون الثنائي في المجالات التعليمية والأمنية . وتطرق رئيس الوزراء الباكستاني إلى جهود بلاده في محاربة الإرهاب .. وقال : "إن هذه الآفة التي تلحق الأضرار الفادحة بالمجتمعات تحتاج إلى تشخيص الأسباب والدوافع التي ترتبط بهذه الظاهرة الخطيره التي يحاول الكثير ربطها بالإسلام". . موضحاً أن على المسلمين مواجهة تلك التخرصات من خلال التعريف بعقيدتهم الإسلامية السمحة وان يثبتوا للعالم ان الإسلام بعيد كل البعد عن الإرهاب بكافة أشكاله .. لافتاً في هذا الصدد إلى أهمية الدور الذي ينبغي ان تقوم به منظمة المؤتمر الإسلامي في هذا الجانب ككيان ممثل للأمة الإسلامية . وأشار الاخ /شوكت عزيز/ إلى الحوار الجاري بين باكستان والهند لحل القضايا العالقة بينهما .. مؤكداً أن بلاده تدعم أي خيار يرضي الكشميريين ، ويكون محل وفاق مع الدولة المجاورة .. مشيراً في نفس الوقت إلى التزام باكستان وسعيها المستمر لخلق أجواء الاستقرار في أفغانستان . واستعرض رئيس الوزراء جملة التطورات التي شهدها القطاع الاقتصادي الباكستاني خلال الأعوام السبعة الماضية .. مؤكداً استعداد بلاده لتقديم خبراتها وتجربتها في المجالات المختلفة للجمهوريةاليمنية لما فيه تحقيق المصالح والمنافع المتبادلة للشعبين الشقيقين . حضر الجلسة من الجانب اليمني الاخوة / حسن أحمد اللوزي وزير الإعلام ، والدكتور/ أبوبكر عبدالله القربي وزير الخارجية والمغتربين ، وعبدالكريم الأرحبي وزير التخطيط والتعاون الدولي والدكتور/عبدالسلام الجوفي وزير التربية والتعليم والدكتور/ خالد راجح شيخ وزيرالصناعة والتجارة واللواء/ .محمد ناصر أحمد / وزير الدفاع ، والدكتور/ جلال فقيرة وزير الزراعة والرى ، والدكتور/ عبدالكريم يحيى راصع وزير الصحة العامة والسكان والدكتور/ صالح باصرة وزير التعليم العالي والبحث العلمي ، والدكتورة/ خديجة الهيصمي وزير حقوق الإنسان ، وعلي عاطف مدير مكتب رئيس الوزراء والدكتور/ محمد الصبري أمين عام رئاسة الوزراء ، واللواء /مطهر رشاد المصري نائب وزير الداخلية ، ومحي الدين الضبي وكيل أول وزارة الخارجية ،هشام شرف وكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي وعبدالقادر الدعيس الأمين العام المساعد لرئاسة الوزراء ، و عبدالأله حجر سفيراليمن لدى باكستان.. فيما حضرها من الجانب الباكستاني الأخوة سيد شريف الدين بيرزادا كبيرمستشاري رئيس الوزراء للشئون الخارجية والقانون والعدل وحقوق الانسان وحبيب الله ورايش وزير الانتاج الدفاعي واسكندر حيات خان بوسان وزير الاغذية والزراعة والثروة الحيوانية وآفتاب احمد خان شربار وزير الداخلية وشودري شهباز حسين وزير السكان والدكتور/ أمير لياقت حسين وزير الدولة للشئون الدينية والدكتور / خسرو بختيار وزير الدولة للشئون الخارجية وطارق عظم وزير الدولة للاعلام والبث ورأي عزيز الله وبير محمد شاه خاقا والدكتور / فاروق ستار اعضاء مجلس النواب الباكستاني. المصدر: سبا نت