ارتفاع ملحوظ في انتاج ومساحة زراعة البن، وخبراء يعتبرونه مؤشر لنجاح خطة وزارة الزراعة في الحفاظ على هذا المحصول

اليوم:  2 الشهر:  مايو السنة:  2007

سجلت مساحات البن وكميته المنتجه خلال العام الماضي 2006م ارتفاعا ملحوظا، في مؤشر اعتبره خبراء زراعيين نجاح لخطة وزارة الزراعة والري التي تبنتها والهادفة لغرس قرابة مليون غرسة من أشجار البن في مختلف المناطق الزراعية الملائمة مناخياً وبيئياً بداية العام 2006م لتوسيع وتطوير زراعة هذا المحصول النقدي الهام، ومحاولة لإعادة سمعة البن اليمني التي اكتسبها على مدى عقود طويلة مضت، وشهرته التي بلغت أصقاعاً عديدة من العالم.
وتشير الاحصاءات الرسمية الصادة عن وزارة الزراعة والري الى ان إجمالي المساحة المزروعة بمحصول البن ارتفعت نهاية العام الماضي 2006م الى 32 الف و 260 هكتار مقارنة بــ 28 الف و 821 هكتار عام 2005م، كما إرتفعت كمية إنتاج البن إلى 17 الف و 292 طن مقابل 11 الف و 331 طن خلال نفس الفترة .
وبينت الاحصاءات ان القيمة الإجمالية لمحصول البن المصدر إلى عدد من الدول الشقيقة والصديقة ارتفعت إلى خمسة مليارات و136 مليون و772 ألف ريال نهاية العام 2006م مقارنة بـ 3 مليارات و365 مليون و994 الف ريال .
ويحتل محصول البن مكانة استثنائية في ذاكرة اليمنيين وثمة إجماع على القيمة التاريخية والمعنوية لهذا المحصول، حيث تؤكد العديد من الدراسات والأبحاث أن هناك ارتباط تاريخي وثيق بين اليمن والبن، و يرجع لليمن فضل تسميته العلمية بالبن العربي واكتشافه كمكيف،وكذلك تغيير طريقة استعماله من المضغ الى شرب منقوعه بعد التقشير والتحميص والغلي في الماء، والفضل في انتشاره في بقية أنحاء العالم العربي، ثم إلى أوروبا وآسيا وامريكا .
ويعد البن اليمني أفضل أنواع البن المنتجة في العالم، وحرصت الكثير من الشركات على إطلاق اسم موكا "المخاء" على البن الذي تسوقه، حيث سجلت اليمن حضوراً متميزاً على المستوى العالمي منذ أوائل القرن السادس الميلادي من خلال محصول البن باعتبارها المصدر الأول للبن من خلال ميناء المخاء، الذي حمل البن اسمه إلى كل أنحاء العالم.
الا ان هذا المحصول شهد في الاونة الاخيرة تراجع في زراعتة، مقابل انتشار لمحاصيل أخرى كالقات الذي انتشرت زراعته على نطاق واسع بسبب سهولة زراعته وملاءمته المناخية ومردوده الربحي السريع والكبير.
وتعزو دراسات أسباب تراجع إنتاج البن اليمني إلى أزمة المياه المتفاقمة وموجات الجفاف التي ضربت مناطق زراعته واستخدام الوسائل التقليدية في الري وارتفاع كلفة الإنتاج جراء الزيادة المطردة لكلفة العمالة المستأجرة ومحدودية العمالة الأسرية نتيجة لاتساع ظاهرة الهجرة الداخلية من الأرياف إلى المدن.

وتشير الدراسات إلى ما يتعرض له إنتاج البن من هزات قوية تتمثل في انتشار المحاصيل المنافسة للبن في الأسواق المحلية كالقات وتدني اهتمام المزارعين بهذا النوع من المحاصيل النقدية لقلة المردود الاقتصادي وارتفاع كلفة الإنتاج مقارنة بالبن المستورد من الخارج والذي اثر كثيراً على أسعار البن المحلي.
وتقول دراسة علمية حديثة " أن البن ما يزال أسير غياب السياسات التسويقية المناسبة وشبكات الري الحديثة ومحدودية البنية التحتية في مناطق زراعة هذا المحصول من كهرباء وأنابيب المياه وغيرها وأسير مشكلة آفة الخارز التي تصيب ثمار شجرة البن".
وأكدت على أهمية استخدام شبكات الري الحديثة بدلاً من الوسائل التقليدية ومراعاة خصائص السوق الخارجي وتشجيع المزارعين وتحديد سقف معين يساعدهم على الاستمرارية في زراعة وإنتاج البن وكذا تشجيع الزراعة النسيجية لمحصول البن.
جدير بالذكر أن أهم الأسواق الخارجية للبن اليمني هي السعودية ودول الخليج والولايات المتحدة وألمانيا واليابان.
وتفيد عدد من الدراسات التي أعدها خبراء - من منظمات عربية ودولية معنية بالزراعة - أن اليمن البلد الوحيد في العالم الذي تزرع فيه شجرة البن في ظل ظروف لا تتماثل مع الظروف المناخية التي تزرع فيه أشجار البن في مناطق أخرى من العالم، حيث يغلب على بيئة زراعة البن في اليمن ندرة المياه وعدم كفاءة التربة في خزن القدر الكافي من هذه المياه، ورغم ذلك يتمكن المزراع في اليمن من الحصول على أفضل أنواع البن في العالم والمعروف بالبن العربي.

* البن في محافظة صنعاء
يبين مدير مكتب الزراعة والري بمحافظة صنعاء المهندس يحيى إسماعيل شجاع الدين أن مناطق زراعة البن في المحافظة تتركز في مديريات صعفان ، مناخة، بني مطر ، الحيمتين الداخلية والخارجية وبلاد الروس،حيث تبلغ المساحة المزروعة بمحصول البن نحو 9 الآف و 180 هكتارا بمتوسط إنتاج سنوي 8 أطنان للهكتار الواحد.
وأوضح شجاع الدين أن عدد أشجار البن المنتجة في المحافظة بلغت نهاية العام 2006م مليونين و434 ألف و26 شجرة مثمرة يقدر إنتاجها بنحو 7 الآف و500 طن بقيمة تتجاوز الخمسة مليارات و250 مليون ريال.
وقال " يتم تصدير خمسة الآف طن سنويا من إجمالي إنتاج المحافظة إلى عدد من الدول الشقيقة والصديقة بقيمة تقدر بــ 5ر17 مليون دولار".
المصدر: سبأ