اليوم: |
1 |
الشهر: |
سبتمبر |
السنة: |
2005 |
|
بدأت زراعة محصول زهرة عباد الشمس تتسع في اليمن ، بعد أن نجحت تجارب زراعته في عدد من المناطق
بدأت زراعة محصول زهرة عباد الشمس تتسع في اليمن ، بعد أن نجحت تجارب زراعته في عدد من المناطق والمحافظات ، ووضعته أهمية الاقتصادية الدولية كمحصول نقدي ضمن أولويات السياسات الزراعية المستقبلية. ونبات عباد الشمس من نباتات العائلة المركبة له جذر وتدي والساق اسطوانية مغطاة بزغب وعليها أوراق عريضة ذات عنق و النورة تسمى القرص وهي مكونة من أزهار شعاعية وأنبوبية. ويساهم تعدد وتنوع الظروف الطبيعية السائدة في اليمن وتباين هذه الظروف من إقليم لأخر في إطار الإقليم نفسه في توفير الاحتياجات البيئية والمناخية الملائمة لنجاح زراعة وإدخال ونشر محاصيل جديدة بما يحقق التكثيف الزراعي مثل زهر عباد الشمس. ورغم ما يعترض عملية ادخال ونشر محاصيل جديدة من مشكلات، إلا أن الأخ/ عبده محمد السقاف مدير عام المؤسسة العامة لإكثار البذور .. يؤكد في حديث لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) أنه يمكن من خلال تبني أسلوب التوطين لمحاصيل جديدة إيجاد حلول ومعالجات لكثير من المشكلات والمعوقات وبوجه خاص محدودية الموارد المائية المتاحة ومشكلات التسويق والتصدير لمحاصيل الخضار والفاكهة ومشكلة عدم توفر مواد أولية زراعية للصناعات الغذائية القائمة كصناعة الزيوت. وكانت تجارب زراعة محصول زهرة عباد الشمس قد بدأت في اليمن أوائل السبعينات عندما أدخلت بعض الأصناف المفتوحة في منطقة تعز وانتقلت التجارب إلى محطة أبحاث الكود. ومن خلال مشروع تحسين المحاصيل الزيتية أدخلت أوائل الهجن والأصناف المفتوحة من السودان في بداية الثمانينات ونظراً لغياب المعرفة بالمحصول وعدم وضوح السياسة الزراعية تجاه الحبوب الزيتية (ماعدا القطن ) فإن البحوث توقفت .. غير أن زراعة زهرة عباد الشمس ظلت مقتصره على استخدامها كسياج بين المحاصيل أو إنتاج (الزعقة ) استمر في مناطق حضرموت. وبرزت أول عملية زرع محصول زهرة عباد الشمس في العام 75م/76م بمحطة أبحاث الكود في أبين وتوالت بعد ذلك تنفيذ التجارب البحثية من خلال اختيار بعض الأصناف الروسية في مزرعة سر دود الموسم الزراعي 81م/82م. وفي الموسم 85م/86م تم إدخال صنفين روسيين في محطتي سرد ود و زبيد .. بينما تم في الموسم 91م/92م إدخال مجموعة من الأصناف والهجن وأجريت عدة تجارب حقلية في محطات الكود وسر دود ومأرب. واجريت في موسم 95م/96م عدة تجارب حقلية لعدد من الأصناف والهجن في محطات الكود وسر دود تحت ظروف الزراعة بواسطة السيول والزراعة المروية. ونفذت في الموسم الزراعي 2000م/2001م تجارب بحثية أخرى بواسطة قسم المحاصيل والنباتات الزراعية في كلية العلوم الزراعية بجامعة عدن لاختبار وتقييم 4 أنواع من الهجن المستورد من حيث صفات النمو للمحصول والإنتاجية ومكونات البذور من الزيت. وقال السقاف أن ألمؤسسة العامة لإكثار البذور سعت للترويج للهجن نسبة لإيمانها بأن أقصى مردود من البذور المحسنة يمكن أن يتأتى من استغلال الموارد الشحيحة من الري. وقامت الهيئة بالتعاقد مع الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي بهدف تقييم الخصائص الزراعية لبعض هجن زهرة عباد الشمس تحت البيئات الزراعية المختلفة ومدى نجاح المحصول تحت الظروف السائدة في الزراعة المروية. وقد تم تنفيذ التجربة في أربع مناطق مختلفة من اليمن اثنان منها في حضرموت ( السويري – وشمال سيئون ) شملت أربعة أصناف ،وواحدة في أبين ( الكود ) لخمسة أصناف ، واخرى في المرتفعات الوسطى ( قاع شرعة ) محافظة ذمار لخمسة أصناف.. كما تم تنفيذ تجارب تأكيدية في حقول المزارعين والمزارع الحكومية ومزارع القطاع الخاص. وحول النتائج والتحليل الفني والأهمية الاقتصادية للمحصول أشار السقا ف إلى أن فترة نمو محصول زهرة عباد الشمس تستمر بين 95- 120 يوماً ويتأقلم في المناطق ذات الحرارة المرتفعة والمنخفضة وينمو كمحصول زيتي عند درجة حرارة 25-27 وملائم للظروف البيئية المتعددة نتيجة انتخاب أصناف ملائمة بالإضافة إلى كون المحصول أكثر تحملاً لظروف الجفاف من محاصيل الزيوت الأخرى وله قدرة على النمو في أنواع مختلفة من الأراضي ( الرملية الجيرية – الطينية ) وتحتوي بذوره على نسبة عالية من الزيت 40-50%. ويعد زيت عباد الشمس من أفضل الزيوت لاحتوائه على أحماض دهنية غير مشبعة ويتم تنفيذ برنامج زراعة المحصول في 32 موقعاً موزعة على 6 أقاليم زراعية في المرتفعات الوسطى والشمالية والجنوبية وتهامة وسيئون والسهل الساحلي الجنوبي في محافظات ذمار – عمران – تعز – إب – الحديد ه – حضرموت – لحج – أبين. أما بالنسبة للأهمية الاقتصادية للمحصول فإنه يعد مصدر رئيسي للزيوت المستخدمة في الطبخ وصناعة الزبدة والفطائر والحلويات ويدخل في صناعة الصابون والأصباغ والبويا .. كما تستخدم الكسبة الناتجة بعد استخراج الزيوت في صناعة العلائق حيث تحتوي على 35 % بروتين و20% كربوهيدرات و6% زيت وتصلح لتغذية الماشية. فيما تستخدم الأوراق كعلف للحيوانات الصغيرة ويمكن استخدام السيقان كحطب صالح للوقود وصناعة الأوراق لأنه يحتوي على نسبة عالية من السليلوز ويمكن قلب السيقان في التربة للاستفادة من المادة العضوية لاحتواء السيقان على نسبة من النتروجين والكالسيوم والبوتاسيوم. كما يمكن بحسب المعلومات أن تقوم صناعة العسل على مزارع عباد الشمس باستغلال الزهرة لأن النحل يفضل التغذية عليه ويستخدم كمصدات للرياح في حقول الخضروات في المواسم الربيعية والصيفية. ومن فرص ومزايا التوسع في زراعته إلى جانب تنوع البيئات والمناخات الزراعية قال السقاف : إمكانية زراعة المحصول تحت نظام الري التكميلي والاستفادة من هطول الأمطار وإمكانية توفر بذور زيتية للصناعة في أوقات مختلفة من السنة تساهم في نجاح زراعته . ويشجع ارتفاع إنتاجية المحصول من وحدة المساحة في عملية زراعته حيث بلغ متوسط الإنتاجية وفقاً لنتائج التجارب التأكيدية في حقول المزارعين 2- 3 طن للهكتار الواحد تحت نظام الري المستديم و2.5 طن تحت نظام الري بالتنقيط. كما أن إنتاج المحصول لا يتطلب استخدام تقنيات عالية ومعقدة ومكلفة ولا يتطلب رأس مال كبير. وأضاف مسئول مؤسسة اكثار البذور بأنه يجري حالياً الترتيب لإنشاء المشروع الوطني لتنمية وإنتاج وتصنيع محصول دوار الشمس نظراً لحاجة بلادنا إلى إدخال ونشر محاصيل جديدة ودعم ومساندة الأنشطة البحثية المرتبطة بتنمية إنتاج المحصول وسيعمل المشروع لمدة 5 أعوام 2006م/ 2010م ويغطي جميع الأقاليم الزراعية ومعظم محافظات الجمهورية. ويتكون المشروع من 6 مكونات للدراسات والأنشطة البحثية وتنظيم وإدارة المشروع والتدريب والإرشاد والبذور والسياسات والتشريعات والخدمات المساندة الأخرى.
|