تسعى الحكومة في إطار خطة الإستراتيجية الوطنية للطفولة والشباب المتوقع إقرارها قريبا إلى وضع برامج شامل لرعاية الطفولة من شأنه تعزيز خدمات الرعاية الصحية للأطفال بمختلف الفئات العمرية .
يأتي ذلك إنطلاقا من المشكلات التي تعانيها شريحة الطفولة في اليمن في الجانب الصحي وبخاصة أمراض الطفولة التي تعد واحدة من أبرز وأهم المشاكل التي تواجهه النظام الصحي في اليمن.
وتبدو ملامح المشكلة القائمة في المؤشرات التي تؤكد إستمرارها رغم كل الجهود المبذولة للحد منها خلال السنوات الماضية .
وتوضح أحدث المؤشرات أن معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة يصل إلى 102 وفاة لكل 1000 مولود ومعدل وفيات الرضع 75 وفاه لكل1000 مولود حي بعد أن كان 105 وفاه لكل 1000 مولود حي , و75 لكل 1000 حي عام 1997م .
ويؤكد التقرير السنوي لإدارة صحة الطفل بوزارة الصحة العامة والسكان لعام 2005م أن تحسنا قد حدث في هذا الجانب خلال السنوات غير أنه لم يعكس مدي الجهد الذي يبذل في سبيل خفض معدلات الوفيات عند المواليد والرضع.
وتشير الدراسات إلى أسباب عديدة تقف وراء ارتفاع معدلات وفيات الأطفال منها سوء التغذية المسؤول عن وفيات 25 بالمئة من إجمالي وفيات الأطفال ثم الاسهالات المسؤولة عن وفاة 22بالمئة من الأطفال أقل من خمس سنوات ثم التهاب الجهاز التنفسي الحاد والالتهاب الرئوي المسؤول عن وفاة 19 بالمئة ثم الملاريا المسؤولة عن وفاة 17 بالمئة والحصبة 12 بالمئة.
وقد أظهرت نتائج المسح الأسري للعام 2003م أن تحسنا ملحوظا قد حدث في خفض معدل الوفيات عند الأطفال في المناطق الحضرية حيث وصل العدد إلي 79 وفاة لكل 1000 مولود حي مقابل 105 وفاه لكل 1000 مولود حي في المناطق الريفية
* الطموحات والتداخلات:
وطبقا للمؤشرات السابقة فأن قطاع الرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة والسكان يسعي إلي خفض نسبة الإصابة بهذه الأمراض وكذا خفض الوفيات عند الأطفال الأقل من خمس سنوات من خلال منظمومة برامج وتدخلات صحية تستهدف خفض معدلات وفيات الأطفال الأقل من خمس سنوات إلي 3 لكل1000 مولود حي بحلول 2015م وخفض معدلات وفيات الرضع إلي 52 وفاه لكل1000 مولود حي بحلول 2015م .
كما تسهدف خفض معدل الإصابة بسبب الإمراض الخمسة الشائعة وهي الالتهابات النفسية الحادة , الاسهالات , الملا ريا , الحصبة , وسوء التغذية , وفقر الدم بمقدار 50بالمئة بحلول عام 2015م .
وتشمل الإجراءات والخطط المعتمدة لتحقيق هذه الأهداف تنفيذ استراتيجية الرعاية التكاملية للطفل المريض (أم .أس .أي ) في جميع المحافظات ورفع نسبة التغطية بالمنشئات الصحية إلي 100بالمئة وتوفير وتوزيع محلول الإ رواء لتغطية الاحتياج إلي 100بالمئة وكذا تحسين أداء الخدمات الصحية بين الأطفال والكوادر
الطبية المساعدة وتحسين النظام الصحي بتوفير العلاجات الأساسية والمستلزمات الطبية الخاصة بأمراض الطفولة وتعزيز الممارسات واتجاهات المجتمع تجاه الطفل المريض والسليم معا .
* الرعاية التكاملية
ويركز إستراتيجية الرعاية التكاملية على ثلاثة محاور أولها ورفع كفاءة العاملين في مرافق تقديم الرعاية التكاملية للطفل المريض إلى خدمات الرعاية الصحية للأم من خلال تطوير مناهج التدريب الموحد لتكاملية التدريب وتدريب العاملين الصحيين والأطباء ( قبل وأثناء الخدمة) والمتابعة والاشراف للأطباء والعاملين الصحيين .
كما تركز على تحسين الخدمات الصحية من خلال توفير الادوية الأساسية والمعدات والمستلزمات الطبية وتعزيز نظام الأشراف على الخدمات الصحية وتعزيز نظام الإحصاء والمعلومات الصحية وتوفير كافة وسائل الموارد التدريبية بالإضافة إلى تحسين ممارسات الأسرة والمجتمع نجاة رعاية الأم والطفل من خلال التثقيف
والإرشاد الصحي وتدريب قادة المجتمع واشراكهم في تسيير خدمات الرعاية الصحية الأولية .
ورغم المؤشرات الخطيرة في واقع الرعاية الصحية للأطفال فان السنوات الماضية قد شهدت تحسنا كبيرا في ما يخص أمراض الطفولة ووفيات الأطفال .
وحقق قطاع الرعاية بوزارة الصحة والسكان وبإشراف ومتابعة إدارة الطفل من خلال تنفيذ استراتيجية الرعاية التكاملية للطفل تقدما جيدا في تعزيز الخدمة المقدمة للطفل سواء من حيث رفع كفاءة العاملين الذين يقدمون خدمات الرعاية التكاملية للطفل أو خدمات الرعاية الصحية للأم أو من حيث تحسين الخدمات الصحية وممارسات المجتمع تجاه رعاية الطفل والأم .
وتتمثل أهم الإنجازات في تنفيذ استراتيجية الرعاية التكاملية في جميع المحافظات بمعدل مديريتين في كل محافظة وتنفيذ الاستراتيجية في أغلب المديريات في جانب مكافحة الاسهالات والأمراض التنفسية الحادة والإمداد بالأدوية والعلاجات والمستلزمات الطبية لجميع المحافظات بدء بالمحافظات المستهدفة بالإضافة إلى تأسيس زوايا الإرواء المعنية بمكافحة أمراض الإسهالات في معظم المنشآت الصحية .
وتم خلال الفترة الماضية قطع شوط كبير فيما يخص التدريب والتأهيل من خلال تنفيذ 20 دورة تدريبية , بنسبة 173بالمئة تم فيها تدريب 505 كوادر من العاملين في المنشآت الطبية.
كما تم تدريب 190طبيبا خلال عامي 2004 و2005 وتم تغطية 16بالمئة من المنشآت الصحية في اليمن والتي يربوا عددها عن 3 آلاف و163 منشأة بالكوادر من 18 محافظة في الجمهورية اليمنية .
وعلى مستوى مكافحة الاسهالات تم تنفيذ 12 دورة تدريبية استفاد منها 240 من العاملين الصحيين في معظم المحافظات فضلا عن العديد من الدورات التدريبية الأخرى .