التقى الرئيس على عبدالله صالح رئيس الجمهورية يوم امس عضاء المجالس المحلية والمكاتب التنفيذية والشخصيات الاجتماعية في مديريات محافظة تعز.
وتناول رئيس الجمهورية تجربة المجالس المحلية, وقال: إنها تجربة ناجحة وممتازة خاصة في السنوات الأخيرة بعد ان استوعبت المهام والقانون كما استوعبته الحكومة.
وأضاف: بالفعل في بداية التجربة كان هناك تلكؤ بين المجالس المحلية والسلطة المركزية وبعد مرور سنة فان العملية كانت ممتازة وأداء المجالس المحلية ممتاز وخولت الصلاحيات ولا زالت الفرصة أمامنا لإعطاء المزيد من الصلاحيات ونحن قادمون على انتخابات محلية ورئاسية, وهو استحقاق كبير لكل أبناء الوطن ولابد من خوض هذه التجربة بجدارة ومسؤولية ويتنافس فيها المتنافسون, ونحن ندعو الأحزاب في الساحة الوطنية إلى التنافس الشريف لنيل هذا الاستحقاق بعيدا عن الدعاوى الباطلة لتزييف وعي المواطن من خلال البرامج ومن يقدم الافضل.
واكد ان النجاحات التي تحققت تتطور للأفضل في مجال السلطة المحلية وفي اطار ترجمة اهداف الثورة بتوسيع المشاركة الشعبية في صنع القرار وهناك اليوم سبعة الاف قيادي يشاركون في كل المحافظات يمثلون السلطة المحلية ويديرون انفسهم في اطار تنافس شريف مسؤول ومن مختلف اطياف العمل السياسي وان شاء الله نشهد انتخابات تنافسية مسؤولة .
وقال الرئيس :" ينبغي أن يتنافس المتنافسون لنيل ثقة الجماهير عبر صناديق الاقتراع , دون إيذاء أو جرح للآخر, وأن يظهر الجميع بمظهر حضاري ديمقراطي أمام العالم الخارجي ليأكدوا أن هذا البلد النامي ليس شعبا متخلفا, بل هو شعب حضاري عريق .
وأضاف :" شعبنا اليمني شعب عظيم.. ظهر خلال السنوات الماضية ظهوراً مشرفا وراقيا نال استحسان وإعجاب العالم الخارجي , وبخاصة في الـ 16عاماً المنصرمة من عهد الوحدة المباركة التي مارس فيها بوعي وبسلوك حضاري نهج الديمقراطية وحرية الصحافة وإحترام حقوق الانسان وتعززت فيها مشاركة المرأة في الحياة العامة والسياسية كناخبة وكمرشحه , وذلك ما أكد بأنه شعب حضاري عظيم .
وتابع :" كان هناك قوى سياسية تعمل في الماضي من أجل حظر مشاركة المرأة , والآن اتجهت تلك القوى نحو استقطاب صوت المرأة ولجأت إلى صوت المرأة لإدراكها بأن هذا الحظر غير ممكن بإعتبار المرأة تمثل نصف المجتمع وهذا شيء إيجابي حرصنا على تأكيده ومازلنا نؤكد بان المرأة هي نصف المجتمع وندعم مشاركتها لتكون فاعلة في كافة مناشط الحياة العامة والسياسية , فهى الأم والأخت والزوجة والبنت ".. مؤكدا أن الدستور والقانون يكفل للمرأة اليمنية حقوق متساوية مثل أخيها الرجل , وأن عليها واجبات مثل الرجل و كل منهما مكملا للآخر .
وقال : مثلما تنافس المتنافسون فى الإنتخابات النيابية الماضية وكانت النتائج مشرفة ورائعة بشهادة المراقبين الدوليين ايضا نأمل أن يكون التنافس كذلك في الإنتخابات القادمة .
وأضاف : سندعوا مراقبين دوليين للأشراف على عملية الإنتخابات الرئاسية والمحلية القادمة في اليمن وليس لدينا أى تحفظ في هذا الشأن, وهذا سيدحض أية ادعاءات ممن يحاولون تشويه سمعة الوطن ويؤكد بان إدعائتهم كاذبة .
واستطرد قائلا:" الذين يتحدثون عن الفساد هم غارقون في الفساد, والذين يتحدثون عن الهامش الديمقراطى لا يدركون أن حديثهم بحرية وممارستهم للنقد أنما هو أحد ثمار هذه الديمقراطية .
وأشار إلى أن شعبنا سيشارك في هذا الحدث الديمقراطي الهام بسبعة الاف قيادى بمختلف توجهاتهم السياسية , معتبرا ذلك بأنه شيئ عظيم .
وأردف قائلا :" ان شاء الله سيكون هذا الإستحقاق انجازا يضاف الى الإنجازات التى تحققت خلال السنوات الماضية , حيث كانت تجاربنا السابقة ناجحة سواء فى الانتخابات النيابية أم المحلية أو الرئاسية , وان شاء الله تكون الانتخابات القادمة ناجحة وتنال احترام واعجاب العالم ..منوها إلى أن هناك دول في المنطقة وبالذات من دول الجوار استفادت من تجربة الديمقراطية في اليمن و تعلمت منها ونحن في اليمن ايضا استفدنا و تعلمنامن تجارب الآخرين.
وقال فخامته:" حريصون على التعلم من أية تجربة ايجابية تكون فى أى مكان او قطر عربي.. وتساءل قائلا : إذا كانت تجربته ناجحة في المجال الديمقراطي .. لماذا لا نستفيد منها؟.. فهذا ليس عيبا، فلماذا ياخذنا الكبر أو الانانية ؟ .
وأضاف :" وكذلك الأمر اذا كانت هناك تجارب ناجحة في مجالات الاصلاح المالي والادراي أو في الاصلاح القضائي اوفي مجال السلطة المحلية أو في مجال الانتخابات النيابية او الرئاسية, أو أي تجارب إيجابية أخرى في اي مكان من العالم سنستفيد منها , واكيد اننا نسنتعلم منها وسنتعلم كل يوم افضل من اليوم الذي قبله" .
ومضى رئيس الجمهورية قائلا :" العيب هو أن يظل المجتمع راوح مكانه لا يتعلم أو يستفيد أو يستوعب أو يواكب ماهو إيجابي لدى الأخرين .
وجدد فخامة الرئيس دعوته إلى كل القوى السياسية بان تتجنب التأزم السياسي وأن تتحاور في اطار الثوابت الوطنية ودستور الجمهورية اليمنية وقوانينها .
ورحب رئيس الجمهورية بالحوار مع كل اطرف العمل السياسي شريطة أنها تتم في إطار الدستور والقوانين المنظمة .
وقال :" البلد في خير وفي أمن واستقرار , والاستثمارات تتوافد إلينا للإستثمار والمستثمرون قادمون والإستكشافات النفطية والمعدنية موجودة وإنشاء الله الوطن واعد بخير بتكاتف كل الشرفاء والمخلصين والمحبين لهذا الوطن .
وفتح بعد ذلك باب النقاش حيث جرى نقاش ديمقراطي مفتوح وواسع تناول مجمل القضايا والموضوعات التي تهم ابناء محافظة تعز والوطن عموماً سواء ما يتصل باداء السلطة المحلية وتجربة المجالس المحلية والقضايا التنموية في المديريات والحدات الادارية بالمحافظة أو ما يتصل بالاستحقاق الديمقراطي الكبير المتمثل في الانتخابات الرئاسية والمحلية القادمة وأهمية العمل من أجل انجاحها وتهيئة كل الظروف لاجرائها في اجواء ديمقراطية شفافية وآمنة وبما يعزز من النجاح في المجال الديمقراطي التعددي الذي انتهجته بلادنا ونالت به احترام وتقدير العالم .
كما تناولت النقاشات دور المرأة في الحياة السياسية والعامة وما تحقق لها من مكاسب على مختلف الاصعدة لتعزيز ذلك الدور وبما يمكنها من الاسهام في مسيرة البناء والتنمية جنباً الى جنب اخيها الرجل .. بالاضافة الى الحديث حول جامعة تعز وما تقوم به من دور في أعداد الكوادر والاسهام في عملية التنمية.
و أشاد المتحدثون خلال اللقاء بما تحقق في الوطن من انجازات وتحولات إيجابية وعلى مختلف الاصعدة.