أوضح رئيس مجلس الوزراء عبدالقادر باجمال أن الإختلالات الكبيرة التي عانى منها الإقتصاد الوطني منذ منتصف التسعينيات تطلبت حتمية وضع المعالجات والحلول لإنقاذه من الانهيار من خلال تنفيذ برنامجاً للإصلاحات الاقتصادية والإدارية والمالية .
وقال في إفتتاح ندوة " 16 عاماً من التحولات التنموية والاقتصادية" التي نظمتها اليوم بصنعاء صحيفة 26 سبتمبر بمشاركة عدد من أعضاء مجلس الوزراء ومفكرين وسياسين " إننا اليوم محتاجون إلى جلسات جادة وصادقة للوقوف أمام هذه التحولات والتطورات في كل مجالات حياتنا الاقتصادية والسياسية والثقافية في اليمن خلال الـ16 عاما الماضية".
وأضاف " ان مثل هذه الفعاليات تمثل فرصة مناسبة لنخوض عملاً فكريا وسياسياً معا, وجدير بموضوعات الندوة وبالمرحلة الراهنة التي نمر بها سواء كنا في السلطة أو المعارضة أو محايدين ان نكون أمناء فيما نطرح وصادقين فيما نفكر ومفتوحي الذهن فيما نتحاور, بحيث تكون لغتنا صادقة وشفافة وجديرة بالإحترام سواء كنا في مواقع رسمية أو حزبية أو أكاديمية ".. مشيرا الى ان الاعوام الستة الاولى منذ اعلان الجمهورية اليمنية, كانت قاسية, حيث صاحبها الكثير من الاختلالات الاقتصادية والسياسية, ولم تشهد أي إنجازات تنموية أو اقتصادية.
وانتقد أولئك الذين مازالوا قابعين في دوائر الظلام ويلعنونه دون أن يحاولوا أن يوقدوا شمعة .. وقال " يجب استخدام العقل المنفتح للإصلاحات وإذا أردنا النجاح لحتمية الإصلاحات فينبغي علينا جميعاً أن نجعل برامجنا الإصلاحية بعيدة عن الدعاية , حيث ان هناك من يحاولون الخلط بين البرنامج والدعايةأو جعل الدعاية تسبق البرنامج الإصلاحي, وهذا توجه غير مقبول ويمثل أساس المشكلة التي نعاني منها في برنامج الإصلاح في اليمن".. مؤكدا بان المرحلة تتطلب وضع منهجية للبرامج في كل المجالات سواء السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية.
من جانبة أشار مدير دائرة التوجية المعنوي والسياسي رئيس تحرير صحيفة 26 سبتمبر العميد الركن علي حسن الشاطر الى الاهمية التى تمثلها هذه الندوة التى تعد الخامسة ضمن سلسلة الندوات التى نظمتها صحيفة 26 سبتمبر بمناسبة العيد الوطني السادس عشر للجمهورية اليمنية.. موضحا بأن صحيفة 26 سبتمبر تسعى من خلال هذه الندوات الى تسليط الضوء على مسيره 16 عاما من عمر الجمهوريةاليمنية المديد ، وما تحقق في هذه السنوات من منجزات عملاقة في ظل قيادة صانع الوحدة وبأني نهضة اليمن فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية, متوخية في ذلك التقييم الموضوعي والمنصف دون اية مبالغات او محاولات للقفز على الواقع .
وأضاف قائلا " مثلما حرصنا في السنوات السابقة علي إشراك الوان الطيف السياسي حتى تتحقق الغاية منها, فقد حرصنا أيضا في هذه الندوات ان تضم ممثلين عن القوى السياسية الى جانب التنفيذيين والاكاديميين " .. مشيرا الى ان الـ16عاما الماضية شهدت العديد من التحولات التنموية والاقتصادية على اتساع مساحة الوطن اليمني الكبير ، وان محاولات انكار البعض لتلك الحقيقة الملموسة لاتعبر عن الواقع الذي يعيشونه بل هو في الغالب يندرج في اطار المكايدات السياسية التى من الطبيعي ان نجدها في مجتمع حديث العهد بالديمقراطية مثل مجتمعنا اليمني .
وقال مدير دائرة التوجية المعنوي والسياسي" أن المستقبل كفيل بتجاوز مثل هذ ه الممارسات الضارة بالديمقراطية وبلوغ النضج السياسي والممارسة الديمقراطيةالتى نتطلع اليها وننشدها بأذن الله".
بعد ذلك ناقش المشاركون في الندوة برئاسة حسين المسوري عضو مجلس الشورىعدداً من أوراق العمل من خلال ستة محاور تناولت الوضع التنموي والإقتصادي عشية إعادة تحقيق الوحدة اليمنية ودور القيادة السياسية في إحداث التنميةالشاملة والتحولات التنموية في كافة القطاعات الإنتاجية االخدمية .
وفي هذا الصدد إستعرض الدكتور سيف العسلي وزير المالية واقع الإقتصاد اليمني وآفاقه المستقبلية والخطوات التي إتخذتها الحكومة منذ العام 1995م لتحديث وإصلاح إقتصادها والتي شملت تنفيذ العديد من سياسات الإصلاح الإقتصادي والمالي والإداري, تمثلت في تحرير الأسعار وتطوير البنية التحتية الأساسية وتصميم وتنفيذ العديد من إستراتيجيات الإصلاح المؤسسي إضافة إلى تعديل قانون الإستثماروتضمينه العديد من المزايا الكبيرة للمستثمرين المحليين والخارجيين .
وقال " على الرغم من العقبات التي واجهت الحكومة بعد 16 عاماً من الوحدة المباركة فقد تمكنت اليمن من قطع شوطا كبيرا في إتجاه الإقتصاد الحر القادرعلى إنتشال الناس من الفقر والتخلف ووضعهم في عجلة التطور والتنمية ".
فيما بين الدكتور جلال فقيرة ماهية التنمية وأبعاد التنمية لسمات القائد السياسي وأهم الوظائف القيادية التي مارسها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية, والذي جسد سياسة ملائمة للتنمية قادرة على تلبية الإحتياجات التنموية للمجتمع اليمني ولطبيعة العملية الإنمائية وعملية تطويرها .
وأضاف أن القيادة السياسية كان لها تأثيرا كبيرا على إدارة العملية التنمويةالشاملة التي تجسدت في العديد من المشاريع الخدمية والتنموية .
وتطرق المهندس محمود صغيري وزير الثروة السمكية الى أهمية القطاع السمكي في العملية التنموية الشاملة والمنجزات التي تحققت في هذا القطاع على مدى16 عاما.. مشيراً إلى ما يسهم به هذا القطاع من توفير لفرص العمل وتحسين لمستوى الدخل لألاف الأسر التي تعيش وتعتمد على مهنة الصيد .
كما تناول المهندس عمر الكرشمي وزير الأشغال العامة والطرق الأوضاع التي كان عليها هذا القطاع منذ العام 1990م وما ألا اليه من تطور وتقدم
في حين تناول عبدالكريم مطير رئيس الهيئة العامة للإستثمار مؤشرات الإستثمار المحلي والأجنبي خلال الـ16 عاما الماضية وما شهدته من تنامي.. مستعرضاً الفرص الإستثمارية والتوجهات المستقبلية لهذا القطاع وماوفره قانون الإستثمار من مزايا وتسهيلات للمستثمرين المحلييين والأجانب.
كما تناول المشاركون في الندوة التحولات التنموية في كافة القطاعات الإنتاجية والخدمية منها الإتصالات وتقنية المعلومات والتطورات المصرفية.
خارطة الموقع 
اليوم: 
عن اليمن..
