حضر الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليوم بمدينة المكلا محافظة حضرموت حفل تخرج الدفعة السابعة من جامعة العلوم والتكنولوجيا والدفعة السادسة من جامعة الاحقاف ..
وفي الحفل الذي بدأ بآي من الذكر الحكيم القى الرئيس كلمة عبر فيها عن سعادته بحضور حفل تخرج هاتين الدفعتين في الجامعتين،وقال اهنىء أبنائي وبناتي الخريجون والخريجات على هذا النجاح الباهر الذي سوف يرفد كل التخصصات وكل مؤسسات الدولة بكوادر شابة جديدة مؤهلة وان جامعة العلوم والتكنولوجيا في حضرموت جامعة نوعية وعلى ما اعتقد فان سوق العمل قد استوعب الكثير من خريجيها لانهم من ذوس التخصصات النادرة،واضاف الرئيس قائلاً: وكما فهمت من رئيس الجماعة فان هناك مزيد من استيعاب هؤلاء الخريجين في مجال التنقيب عن النفط والغاز والمعادن وسوف يتم استكمال دراستهم باللغة الانجليزية لما للغة الانجليزية اليوم من اهمية وحاجة في مختلف مؤسسات الدولة سواء القطاع العام أو المختلط أو الخاص لذلك لا بد ان يكون الخريجون مؤهلون التأهيل العلمي الجيد ..
وتابع فخامته : لقد سعدت قبل يومين بحضور المعرض الذي اقيم في جامعة حضرموت حيث شاهدت بحوثا علمية رائعة من قبل الشباب والشابات وهذه العلوم تزيد من معارفهم واكتسابهم ناصية العلوم والتكنولوجيا ومن حق دولنا في الجزيرة والخليج ان تمتلك ناصية العلوم والتكنولوجيا وذلك من اجل امتلاك الطاقة النووية للاغراض السلمية ولمواجهة التحديات المستقبلية لان مصادر الطاقة النفطية غير مؤمنة في المستقبل ولابد أن تنتهي يوماً ما .
واضاف الرئيس: علينا ان نمتلك ناصية العلوم والتكنولوجيا سواء في الجزيرة العربية والخليج والدول العربية الاخرى مثل غيرنا ونتمنى على الاسرة الدولية والمؤسسات الدولية ان تعمل على جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل وتجوز ان تكون التكنولوجيا للأغراض السلمية داخل منطقة الشرق الاوسط ولكن يجب ان يكون الكيل بمكيال واحد لا بمعايير مزدوجة .
وقال: يجب ان نسخر طاقاتنا وامكانياتنا وبحوثنا العلمية لاكتساب معارف جديدة في العالم العربي،واكرر دعوتي الى الدول العربية لامتلاك ناصية العلوم والتكنولوجيا ولامتلاك الطاقة النووية للاغراض السلمية .. واتمنى للطلاب والطالبات المزيد من التوفيق والنجاح وكل عام وانتم بخير.
وكان الدكتور محمد عمر بامشموس رئيس جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا قد القى كلمة رحب فيها بحضور رئيس الجمهورية هذا الاحتفال.. مشيرا الى التطور السريع الذي شهدته جامعة حضرموت في كافة اركان العملية التعليمية خلال الفترة القصيرة الماضية .
ونوه الى ان ماتم انجازه بهذا الصدد يشهد بعظمة عطاء الوحدة المباركة وماتوليه القيادة السياسية من اهتمام بمحافظة حضرموت بصفة عامة وبالتعليم العالي فيها بشكل خاص.. مشيراً الى ان الجامعة بدأت تأخذ مكانة متميزة وشهرة عالمية ، واصبح لها سمعة طيبة ليس على مستوى الداخل فحسب وانما على مستوى الوطن العربي, بحيث اصبح عدد الملتحقين فيها من عشر دول عربية 228 طالباً وطالبة.
واشاد بامشموس بما توليه القيادة السياسية من اهتمام بتطوير التعليم العالي في اليمن لبناء جيل خالي من المذهبية والطائفية والمناطقية والعنصرية ، جيل متمسك بالثوابت الوطنية وفي مقدمتها وحدة الشعب ارضاً وانساناً.
وقال " ان جامعة حضرموت قيادة واعضاء هيئة تدريس وعاملين وطلبة يرون ان المرحلة القادمة تتطلب استمراركم يافخامة الرئيس لقيادة الشعب والحفاظ على المنجزات التي تحققت في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحية وتنميتها،وكذلك لمقدرتكم في إدارة السياسة الخارجية للوطن وترسيخ التعاون والشراكة بين اليمن وكافة دول العالم .
واضاف قائلا "انه لفخر للشعب اليمني ان يتولى قائدة زمام المبادرة والمساهمة في الكثير من القضايا العربية والاسلامية والدولية وان يكون له قصب السبق في معالجة قضايا الامن والسلام الوطني والاقليمي والدولي" مشيراً بهذا الصدد الى دور الرئيس في المصالحة الصومالية والتي ترجمت مؤخرا باجتماع عدن وكذا حرصه على مواصلة الدعم للشعب الصومالي لبناء مؤسسات الدولة الصومالية واحلال السلام فيها وبما يحقق الامن والسلام في القرن الافريقي والمنطقة عموماً .
كما القى رئيس جامعة الاحقاف الدكتور عبدالله عمر باهارون كلمة رحب فيها بحضور رئيس الجمهورية هذا الاحتفال.. مؤكدا على دلالات حرص فخامته رعاية حفل تخرج ابنائه الطلاب والطالبات في الجامعات اليمنية ومنها جامعتي الاحقاف وحضرموت.. وقال يافخامة الرئيس انكم بهذه المشاركة ترسلون رسالة مؤداها ان الانسان هو الاساس في عملية التنمية.
واضاف " لقد أكدتم يا رئيس الجمهورية باستمرار أن الاولوية المطلقة هي للتنمية والانجاز الاقتصادي وهي الحقيقة التي يلمسها المواطنون وتؤكدها الخبرات الاقتصادية المحلية والعالمية, ولهذا فان كل المعارك الوهمية التي يخوضها البعض ويملأون بها الدنيا ضجيجا هي صغائر إلى جانب هذه المسألة الكبيرة المتمثلة بالتنمية وبناء إقتصادي قوي يحقق الحياة الكريمة للمواطنين".
وقال " لقد شكلت الوحدة اليمنية التي نحتفل بعيدها السادس عشر منطلقا للتحرر من كثير من هذه القيود ، قيود الشعارات الفارغة من المعنى, قيود الحقد والكراهية والقتال, لقد ادرك اليمنيون وببساطة أن هذه الشعارات التي اسالت الدماء وهدرت الاموال وفوتت الفرص كلام فارغ لافائدة منه".
واضاف رئيس جامعة الاحقاف قائلا " لقد ضربتم يا رئيس الجمهورية المثل العلمي من خلال قيادتكم البارعة والحكيمة لعملية الوحدة وما تلاها من صراعات ومعارك كان قرار العفو العام وطي صفحة الماضي وتقديم الفرص للجميع دلائل على مواهبكم في القيادة وقدرتكم على الانجاز, لانكم آثرتم الجانب العملي وترفعتم عن الصغائر, بحيث ظهر للجميع ان في الوحدة خير كثير وان الخير مبذول للجميع وان الجميع مستفيد, ولن يخسر احد..
وقال " ومن هنا رحب الشعب بالوحدة وكبرت معها مساحة الوطن ومكاسب أبنائه, واليوم تستقبلون أخاكم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد في المملكة العربية السعودية لتكملوا مع الأشقاء مشوار التكامل والتلاحم.. تلاحم المصالح الذي يفتح أبواب الخير لشعوب الجزيرة العربية ويترجم علاقات الإخوة والرحم ويحقق المكاسب الإقتصادية للجميع, وأنه من المبهج أن يجتمع هذا الحشد الكبير من رجال الأعمال من البلدين ليبحثوا عن فرص الإستثمار فيفيدون ويستفيدون وهي دلالة ذات معنى على ثقة المستثمرين باليمن وقيادته".
كما القى الطالب فهيم عبدالله الغفاري كلمة خريجي جامعة حضرموت اشاد فيها بما تحقق للوطن من منجزات منذ اعادة تحقيق وحدة الوطن واعلان الجمهورية اليمنية في ال22 من مايو 90م شملت كافة مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية في ظل قيادة رئيس الجمهورية ..كما اشاد بما شهده التعليم الجامعي من تطور كبير خلال الاعوام الماضية انطلاقا من رغبة القيادة السياسية بزعامة الرئيس واهتمامها برفد المجتمع بالكفاءات المؤهلة علميا في مختلف المجالات التي تتطلبها عملية البناء والتنمية،وقال " لقد كان لمحافظة حضرموت نصيب من هذا الاهتمام حيث اصبحت جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا تمثل بوابة التعليم الجامعي لابناء المحافظة في الداخل والخارج ولابناء المحافظات الاخرى، خاصة بعد ان انتشرت كلياتها المتميزة واقسامها المتعددة ليس في ساحل المحافظة وواديها فحسب, بل في جزيرة سقطرى.. كما مثلت توجيهاتكم يافخامة الاخ الرئيس بضرورة بناء مدينة جامعية جديدة دلالة واضحة على اهتمام فخامتكم المستمر بعملية التطوير والتحديث للتعليم الجامعي في البلاد.
واضاف قائلا " يافخامة الرئيس لقد شهد الوطن خلال قيادتكم الحكيمة نهضة غير مسبوقة شملت كافة مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، خاصة بعد ان صنعتم له المنجز الاعظم المتمثل في اعادة تحقيق الوحدة والديمقراطية والتعددية،واننا لنجدها فرصة هذا اليوم لنؤكد مطالبتنا لكم بالعدول عن رغبتكم في عدم الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة،ونعلن تمسكنا بكم رئيسا للبلاد لفترة رئاسية قادمة, لا لمصلحة حزبية او طائفية ولكن لمصلحة وطنية عليا هي مصلحة هذا الوطن الذي مازال بحاجة الى فكركم الثاقب، واخلاصكم المنقطع النظير وجهودكم الجبارة لمواصلة بنائه وتطويره خاصة في هذه الظروف التي يعيشها والمرحلة التي يمر بها،واثقين من تلبيتكم لنداء الوطن وعدم تفريطكم بمصالحه والله يوفقكم ويرعاكم".
والقى الطالب امين علي محمد باحميد كلمة باسم خريجي جامعة الاحقاف, اعرب فيها عن شكر وتقدير الخريجين من جامعة الأحقاف لفخامة رئيس الجمهورية لحضور هذا الحفل .. مستعرضا مااكتسبه الخريجون من خبرات ومهارات علمية ومعرفية أثناء دراستهم الجامعية،وقال " لقد شعرنا بالامل يافخامة الرئيس لرعايتكم المباشرة لمشاريع الشباب وبرنامج القروض الذي خصصتموه لهذا الغرض, مما ييشجعنا على طلب المزيد لأن مايصرف على الشباب سيعود بالفائدة على الوطن في اقتصاده ونموه".
واضاف " لقد تربينا في ظل دولة الوحدة ورأينا خيرها ونحن ثمرة من ثمارها, نهنئكم وشعبنا اليمني بالعيد الوطني السادس عشر للجمهورية اليمنية, الذي تميز هذا العام بلقاء الاشقاء على دروب الخير.. الخير للجميع في هذا العالم الذي تحكمه التكتلات والتعاون بين الشعوب".
والقيت خلال الحفل انشودة من الطفلة سارة عثمان العجيلي وقصيدة من الطفلة ماري عثمان العجيلي.
كما ألقى الدكتور سعود بن عقيل قصيدة شعرية استعرضت الانجازات التي تحققت للوطن في ظل القيادة الحكيمة لرئيس الجمهورية, وما يكنه ابناء محافظة حضرموت من حب وتقدير لفخامته.
وقام فخامة الاخ الرئيس بعد ذلك بتوزيع الجوائز والشهادات التقديرية على اوائل الخريجين والخريجات من جامعتي حضرموت للعلوم والتكنولوجيا والاحقاف.
وقام الرئيس بعد ذلك بزيارة الى مركز المعلومات التابع لجامعة حضرموت ..حيث اطلع على التجهيزات في المركز.. واستمع الى شرح من العاملين فيه عن الانشطة التي يقوم بها لتوفير المعلومات والاحصاءات الخاصة بالانشطة والفعاليات التي تشهدها محافظة حضرموت حاليا بما في ذلك المعلومات الخاصة بالمشاريع والانجازات .. بالاضافة الى انشطة المكاتب التنفيذية والخدمات التي تقوم بها في اطار ادائها لمهامها وواجباتها في خدمة المواطنين بالمحافظة .
ويتبع المركز موقعا على الانترنت يبث بثلاث لغات - العربية والانجليزية والاندونيسية بهدف ربط المغتربين اليمنيين خصوصا في شرق آسيا بالوطن .. كما يوجد في الموقع نافذة ربط مع اذاعتي المكلا وسيئون .
ويأتي إنشاء هذا المركز في اطار توجهات الدولة لانشاء الادارات الحديثة لمواكبة التطورات في مجال تقنية المعلومات باتجاه تجسيد فكرة المحافظات والحكومة الالكترونية.
وعقب ذلك قام الرئيس بوضع حجر الاساس لمشروع المجمع الحكومي لمحافظة حضرموت بمدينة المكلا والذي تبلغ تكلفته مليار ومأتين مليون ريال.. ويضم مكاتب ادارية وصالة كبرى للاجتماعات تتسع لخمسمائة وخمسين شخصاً .. الى جانب قاعات اجتماعات اخرى وارشيف ومصلى, وغيرها من المرافق الخدمية الاخرى.