1- حصن متوح :
يقع جبل صعفان في الجهة الغربية من مديرية حراز " مدينة مناخة " ويبعد عن جبل مسار بمسافة ( 8 كيلومتر ) ، والطريق إليه من مسار عبر قرية شمران إلى قرية القدم مشياً على الأقدام ، ومن قرية القدم يمكن مواصلة الطريق بالسيارة عبر خط ترابي شديد الصعوبة إلى حصن متوح الذي يعتبر مركز مديرية صعفان ، ويضم الحصن عدداً من المنازل القديمة قوام بنائها الأحجار المهندمة ، ويحيط به سور تتخلله الأبراج الدائرية الشكل ، ويمكن الوصول إلى الحصن عبر طريق مرصوفة بالأحجار تؤدي إلى البوابة الوحيدة للحصن الذي يطل على قرى وحصون مديرية صعفان مثل حصن الرباط وقرية المرباء بالإضافة إلى المدرجات الزراعية الجميلة التي تشتهر بزراعة البـن ، وعلى الرغم من صعوبة الوصول إلي هذه المديرية إلا أنها مقصداً للسياح نظراً لما تحتويه من مواقع جذب سياحية جديرة بالزيارة .
ريــمــــة
- التسمية : ريمة بفتح الراء وسكون الياء وفتح الميم المختوم بتاء التأنيت مربوطة اسم مشترك لعدد من المواضع في اليمن هي ، وريمة المناخي في العدين ، ريمة حميد في سنحان ، و ريمة اسم جبل في بني قيس من خبان ، وذكرها المؤرخون بريمة الأشابط نسبة إلى قبيلة الأشابط التي ترأست مخلافها ، وذكرت - أيضاً - بريمة الكبرى ، وقد نالت إعجاب المؤرخين فأطنبوا في ذكر جمالها ووفرة مياهها وخصوبة أراضيها وجودة منتجاتها حتى سماها الأعراب بسَّكاب اليمن ، ثم تلاشت تلك التسميات وأصبحت ( ريمة ) بدون إضافات ، وما تزال بعض العزل والطرق في ريمة تحمل أسماء هذه السلالات التي تتحدث عنها كتب التاريخ متضمنة عدداً من البطون الحميرية ، كما يقال -أيضاً- بأنها سميت ريمة اشتقاقاً من ( ريم ) - وهو اسم للغزال - نظراً لوداعة ساكنيها أو نسبة لجمال طبيعتها .
الموقع : تقع منطقة ريمة وسط سلسلة الجبال الغربية الواقعة إلى الغرب من خط تقسيم المياه الممتدة بين صنعاء وتعز وبالتحديد تقع بين درجتي ( 14.36ْ – 14.88ْ ) شمالاً وبين درجتي ( 43.50ْ - 44ْ ) شرقاً ، ويحدها من الشمال وادي ضيحان وبرع ، ومن الجنوب وادي رماع وجبال وصاب ، ومن الشرق آنس ، ومن الغرب بلاد الزرانيق من تهامة
التضاريس : تتعقد تضاريسها بكثرة الالتواءات وشدة الانحدارات وتنقسم إلى ثلاثة أقسام متميزة هي :-
- القسم الغربي : ويشمل مديرية الجعفرية ، وغربي مديريتي الجبين وبلاد الطعام ، وهي جبال الحواز المتراوح ارتفاعاتها بين ( 1500 - 1800 متر ) عن مستوى سطح البحر ، وهي كثيرة الصخور قليلة السهول .
- القسم الأوسط : وهي سلسلة الجبال العالية من ( 1500 - 2950 متر ) عن مستوى سطح البحر ، وهي شديدة الانحدار متنوعة المحاصيل ، وتشمل مديرية كسمة ووسط مديريتي الجبين وبلاد الطعام .
- القسم الشرقي : وتشمل مديرية السلفية وشرقي مديريتي الجبين وبلاد الطعام ، وهي جبال متباعدة وقليلة الارتفاع تتخللها الوديان الواسعة والسهول الزراعية الخصبة ، ويعتبر وادي علوجة من أشهر أودية ريمة ، ويصب بأراضي الزرانيق في تهامة ، ثم يأتي بعده وادي كلابة ويصب بأراضي المنصورية في تهامة ، ثم وادي الحمام المعروف بوادي جاحف ، ومعظم أودية ريمة الشمالية تصب إلى وادي سهام في باب كحلان إلى تهامة ماراً بالمرواعة ومـن ثم إلى البحر الأحمر ، أما أوديتها الجنوبية فتصب إلى وادي رماع .
منطقة ريمة تعتبر أحد المسارح التاريخية الهامة ، فقد دارت فيها أحداث منذ فترة ما قبل الإسلام ، وقد أشار الإخباريون بأن تاريخ ريمة يعود إلى ( القرن الثالث قبل الميلاد ) ، وتلك أقدم إشارة عنها ، ويعتقد " الهمداني " أن أول موطن للإنسان اليمني كان في هذه البقعة حيث موقع " شجبان " وهو الحد الفاصل بين مخلاف جبلان ومخاليف غربي ذمار ، وإليه ينسب " يشجب بن قحطان " ؛ كما أن " الهمداني " يقف عندها طويلاً في أكثر من موضع فيصف جبالها وحصونها ومناطق الآثار فيها ، ويعدد وديانها كما يصف مخلافها وقبائلها وإنتاجها الزراعي والحيواني ، ومازالت تفاجئ زوارها وتستقبلهم بهيئة لوحة فنية بديعة الجمال مزدانة بتشابك الجبال المكسية بالخضرة والمدرجات الجميلة الرائعة تدعو زوارها إلى الصعود لمعانقة السحاب ، وتحمل مدرجاتها أشجاراً مملؤة بالخير الوفير من الثمار والحبوب وتتناغم مع موسيقى الطيور كهديل البلابل وزقزقة العصافير وخرير الينابيع الدافئة ودعابة النسيم العليل ، وتكتمل اللوحة الفنية البديعة عند مشاهدة ما تنفرد به قراها الجميلة المتناثرة على قمم الجبال المحافظة على الطابع التقليدي للبيئة اليمنية وبما تتميز به البيوت القديمة وبأصالة الإنسان اليمني البسيط والمتجانسة مع الطبيعة الخلابة لتكتمل اللوحة الفنية .
إن أحد النقوش التي عُثر عليها في جبل الدوم قد أظهر ريمة بأنها واحدة من دويلات الدولة القتبانية ، وفيها قبيلة تتبع أولاد ( عم ) – إلاله ( عم ) الإله الرسمي لدولة قتبان – وهي قبيلة ( عجبم ) ، وقد ذكر ذلك النقش وجود معبدان في جبل الدومر للإله ( عم ) ، وسيطرة الدولة القتبانية على ريمة كان يعني إحاطة قاع جهران السبئي من جهاته الثلاث الشرقية والجنوبية والغربية ، وبالتالي إيقاف الاستيطان السبئي جنوباً في الهضبة ، في مدينة ذمار ، وغرباً في شبام كوكبان ، هذا من جانب ، أما من الجانب الآخر فأن سيطرة الدولة القتبانية على ريمة يعتبر كجزء من خطتها لحماية سواحل البحر الأحمر الذي كان يقع تحت سلطتها ، ولكن قلة الدراسات الأثرية في ريمة جعلتنا نجهل الكثير من أدوارها في عصور ما قبل الإسلام وبعد أفول نجم الدولة القتبانية أصبحت ريمة في وقت من الأوقات هي الخطوط الأمامية للدولة السبئية ومن ثم للدولة الحميرية ضد الأحباش الذين سيطروا على تهامة وسواحل البحر الأحمر ، ثم لعبت ريمة – أيضاً - في الفترة الإسلامية وحتى العصر الحديث أدواراً هامة ، ودارت على أراضيها الكثير من الأحداث ، وقد كانت تلك الأراضي في الفترة المتأخرة مطمعاً للكثير من قبائل اليمن مثل خولان وغيرها ، وانتقلت أسر وعائلات إليها ؛ وسبب ذلك خصوبة تلك الأراضي واشتهارها بشكل ملفت للنظر بوفرة الماشية فيها خاصة الأبقار ، إضافة إلى وجود النحل فيها التي تنتج كميات كبيرة من العسل اشتهرت بها ريمة منذ سالف الزمان .
وسنتعرض لمديريات ريمة ، وعن أهم المواقع التاريخية والأثرية والطبيعية فيها .